دمشق- كاظم بهية
ماريا فراس شلدح، ابنة الحادية والعشرين من مدينة طرطوس السورية، تتميز بتعدد مواهبها في مجالات مثل الحرق والرسم على الخشب والتمثيل وقراءة الكتب الفلسفية. تشير ماريا إلى أن خطوات النجاح تبدأ بخطوة صغيرة، وقد تمكنت من رسم مساحة خاصة لها في عالم الفن بفضل موهبتها.
تقول ماريا: “نشأت في بيت فني، وعشقت الفن بكل مجالاته. تعلمت فن الأعمال اليدوية على يد والدي الفنان فراس شلدح، الذي يشغل منصباً مهماً في هذا المجال في مدينتنا. لكن التمثيل، وخاصةً المسرح، هو حلمي الأول.”
رغم شغفها بالتمثيل، تواصل ماريا دراستها الجامعية في كلية الهندسة التقنية – اختصاص تقانة، التي تُعنى بعلم الاجتماع. وتؤكد أنها مصممة على متابعة حلمها في التمثيل، لذا انضمت إلى فرقة “العرّاب” للفنون المسرحية، وشاركت في دورات تدريبية في التمثيل. وقد شاركت في عدة أعمال مسرحية منها: “سعادة المواطن”، و”قمح وماء”، و”عذاب”.
تستعد ماريا حالياً للمشاركة في ثلاث أعمال قادمة: “على حافة الحاوية”، و”طريق النحل”، و”القارب 22”، وتطمح أن تلقى هذه الأعمال رضا الجمهور. وعندما سُئلت عن سبب عدم دراستها التمثيل أكاديمياً بدلاً من الهندسة، قالت: “كان التمثيل حلمي منذ الصغر، لكن الظروف لم تسمح لي بالدراسة في المعهد العالي بسبب بعد المسافة، بالإضافة إلى رغبتي في الحصول على شهادة جامعية في تخصص علمي أعتبره ضرورياً حالياً. كما أن الاهتمام بالمسرح في الأكاديميات كان محدوداً مقارنةً بالاهتمام بالتلفزيون.”
أثنت ماريا على الدور الذي لعبه الفنان عصام علام في مسيرتها، مشيرةً إلى أن دعمه الكبير وتدريباته قد صقلوا موهبتها. كما أعربت عن امتنانها لعائلتها، خاصة والدها الفنان والحرفي المعروف والعازف المحترف.
وعن استفادتها من تجارب الآخرين، تقول ماريا: “لقد استفدت كثيراً من تجارب المسرحيين الرواد من خلال متابعة أعمالهم، وكذلك من تجربة أصدقائي في فرقة “العرّاب”، الذين أضافوا الكثير لموهبتي.” فيما يتعلق بتأثير أعمال فرقة “العرّاب” على الجمهور، قالت: “الحمد لله، جميع الأعمال التي قدمناها لاقت صدى مذهلاً لدى الجمهور، حيث تنوعت وغطت قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة. كان تأثير أعمالنا دائماً إيجابياً، ونجحت في تحقيق أهدافها.”
وحول دور الفنان في عصرنا الحالي المليء بالاضطرابات والتناقضات، أجابت ماريا: “على الفنان أن يقدم فناً هادفاً وصادقاً وواقعياً وتجريدياً في ذات الوقت، وأن يساهم بفعالية في القضايا التي تهم بلده وشعبه. مسرح “العرّاب” يبرز هذا التوجه، حيث يعكس واقع المتلقي بكل تفاصيله ويطرح الحلول لتحسين الوضع. سنواصل تقديم كل ما هو مميز، لأنه واجبنا الوطني والإنساني”.