الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الذكاء الصناعي..الجيل السادس يطرق الابواب

بواسطة azzaman

الذكاء الصناعي..الجيل السادس يطرق الابواب

 أكرم  سالم

 

يبدو المستقبل الاتي كئيبا قاتما مع اطلالة الذكاء الصناعي في جيله السادس بديلا للانسان !!هذا الذكاء بصيغة انسان آلي-روبوت يتصرّف بمليء ارادته و”تطلعاته” اصبحت استهلالاته حقيقة تفتح الطريق للآتي الوشيك الذي يقبع في قمقم الفانوس السحري الذي اخذ يتجسد فعليا ويقبع خلف الابواب الموصدة ليطرقها بصوت حقيقي مسموع .فالجيل الاتي من الحواسيب والروبوتات لها ميزة جوهرية تقفز بها عن الخطوات المتتابعة التي كانت تسير بها سابقا بخط مائل مستقيم!! يحاكي الاملاءات الانسانية والتغذية البرامجية- سوفتوير وعلى وقع خطواتها المرسومة من قبل الانسان الذي لم يكن يوما الا قائدا وموجها . فيما تأتي  مسير ووقع خطوات الروبوتات الذكية هذه المرة بشكل يتخطى ما سبق تماما ،ويسارع الى موقع امامي موجه للانسان وليس تابعا له.لقد اصبح الروبوت مبتكرا قياديا فعلا وسباقا يتقدم بخطوات متسارعة على الانسان المبرمج..وهو يعني تراجع الانسان الى المواقع الخلفية فيما بات الحاسوب -الروبوت يتقدم بخطى متسارعة وواسعة الى مواقع “الوعي المخطط” الزاخرة بالتنبؤات المستقبلية القريبة والبعيدة و الموجهة للاداء  ولاجراءاتها اللازمة في التخطيط والتنفيذ معا و السير الى أمام ومهما يكن!! .وهنا تكمن الخطورة في احتمالية انفلات الروبوتات واجراءاتها “الحديدية” بما يفضي نحو كسر الطوق المرسوم لها من قبل الانسان واحترازاته وضوابطه وخطوطه الحمراء .هنا يبرز التساؤل المركزي ،من يقود من؟ الانسان كما يفترض دائما ان يقود ويوجه،ام الروبوت الحاسوبي المصنّع لخدمة الانسان وأغراضه ويفترض ان يبقى دائما تحت سيطرته وفي ظل ضوابطه وأحكامه المقررة مسبقا من قبله،وهنا تكمن الخطورة الماثلة للعيان والتي اخذت تتكشف تماما في هذه الطفرة النوعية بالخوارزميات البرامجية التي كان يفترض ان تبقى دائما في الخانة الخلفية التي تتبع الانسان وفي خدماته ولتحقيق اغراضه وأهدافه الكبرى وتفرعاتها، وليس العكس حينما يصبح الانسان تابعا وذيلا للعقل الصناعي وتجلياته الآلية وبوجهه و”دماغه” الفولاذي الخالي من المشاعر الانسانية والوجدان البشري .اذ لا تقتصر احلام الانسان وآماله وأفق تطلعاته على المال وتحقيق المزيد ثم المزيد من الارباح وتراكم الرساميل وكسب الحروب وبكل السبل المحوسبة!! ببشاعتها وبدمويتها وبتطوير القنابل الذرية والاسلحة الكتلوية وسياسات التوسع وصناعة الموت والدمار من اجل بقاء حضارة “الروبوت “ وبكل وقاحة!!..انما وهو الاهم في حب الحياة والسلام ورعاية الطفولة والتعايش البنّاء والصداقة ونشر اسباب المحبة والاخاء،و التي لابد ان تنتصر على صناعة الموت ومقصلة الحروب وتراكم الرساميل وبشاعة “الآلي”

 

 


مشاهدات 96
الكاتب أكرم  سالم
أضيف 2024/08/10 - 1:25 AM
آخر تحديث 2024/08/14 - 6:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 394 الشهر 5966 الكلي 9981510
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير