الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إما سلام دائم أو حرب شاملة في الشرق الأوسط

بواسطة azzaman

إما سلام دائم أو حرب شاملة في الشرق الأوسط

حسين الفلوجي

 

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات جذرية وسط تصعيد مستمر بين إسرائيل وحماس في غزة، ومحاولة إشراك محور المقاومة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وقبول الحل الشامل للقضية الفلسطينية.

 في هذا السياق، تصاعدت وتيرة الخطابات اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرأس حاليا حكومة هي الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.استشهاد إسماعيل هنية في إيران، دفع الأحداث الى التوتر بشكل كبير، الامر الذي يعكس محاولة نتنياهو لجر المنطقة إلى حرب شاملة.

نتنياهو وفريقه الذي ظل يستفز إيران مرارًا وتكرارًا بهدف جرها إلى حرب يعتقد أنها ستبقيه وحكومته في السلطة لفترة أطول، خصوصًا مع انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية ورغبته في عودة ترامب إلى السلطة.

التوترات الدولية تزيد من تعقيد الموقف. الحرب الروسية على أوكرانيا ورغبة الصين في لعب دور المهدئ في أحداث العالم ومنطقة الشرق الأوسط تضيفان مزيدًا من التعقيد للمشهد. بينما يستمر الغرب في تقديم الدعم لأوكرانيا ضد روسيا، كلها احداث تزيد الأمور تعقيدا.في هذا السياق، الدول العربية والإسلامية تواجه تحديات كبيرة، ويتعين عليها إعادة النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها. الوضع الحالي يتطلب تحركات دبلوماسية حكيمة وإعادة ترتيب الأوراق بما يضمن مصالحها ويحافظ على استقرار المنطقة.الحل الأمثل يأتي من خلال استثمار الظروف الحالية والدفع نحو السلام الدائم القائم على خل كل القضايا والمشاكل المتداخلة في المنطقة، ومنها الدفع نحو حل الدولتين في فلسطين على حدود 1967، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

هذا الحل سيحرج إسرائيل ويجبرها على قبول المقاربة الأمريكية المدعومة من أوروبا وأغلب الدول العربية. اما إذا لم يتم تحقيق هذا السلام، فإن البديل قد يكون حرب استنزاف مستمرة بين إيران ومحور المقاومة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، الامر الذي سيؤدي حتما إلى تغيير مراكز القوى في المنطقة مستقبلا.

نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة ستكون لها تأثير كبير ومباشر على واقع المنطقة.وما سبق تلك النتائج من احداث متسارعة، حيث انسحاب بايدن من السباق الرئاسي وترشيح كامالا هاريس، ومحاولة اغتيال ترامب، تعكس تعقيدات السياسة الداخلية الأمريكية وتأثيراتها على السياسة الخارجية.

الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يتغير بناءً على نتائج هذه الانتخابات، مما سيؤثر بشكل مباشر على التوازنات الإقليمية والدولية.

في هذا السياق، يجب على الدول العربية والإسلامية تعزيز تعاونها الداخلي، وانفتاحها الدبلوماسي مع القوى العالمية مثل الصين وروسيا وأوروبا لضمان تحقيق توازن في القوى ولعب دور فعّال في تحقيق السلام.

 احداث غزة أثبتت مرة اخرى أن الولايات المتحدة طرف لا يمكن الركون إليه في ملف السلام في الشرق الأوسط بسبب دعمها اللامحدود لإسرائيل. لذلك، يتعين على هذه الدول إعادة تقييم تحالفاتها وتحديد الأولويات بما يخدم السلام والاستقرار، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران في إطار مصالح مشتركة.

في النهاية، منطقة الشرق الأوسط تغلي على صفيح ساخن وتواجه الآن خيارين لا ثالث لهما: إما السلام الدائم القائم على حل الدولتين في فلسطين وقبول إسرائيل بالمقاربة الأمريكية المدعومة من أوروبا وأغلب الدول العربية، أو الحرب الشاملة التي ستغير شكل المنطقة ودولها وتحالفاتها ومراكز القوى فيها.

الوقت حان للقيادات السياسية في الشرق الأوسط لاتخاذ القرارات الصائبة والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل، لأن الحروب لن تجلب سوى الدمار والمعاناة للشعوب، بينما يمكن أن يحقق السلام الدائم الازدهار والتقدم للجميع.

سياسي مستقل

 


مشاهدات 101
الكاتب حسين الفلوجي
أضيف 2024/08/09 - 11:49 PM
آخر تحديث 2024/08/14 - 2:31 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 397 الشهر 5969 الكلي 9981513
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير