رسالة إلى محافظ مسيّر غير مخيّر 

جبار المشهداني

يقينا إنك ما كنت تحلم يوما ان ستكون محافظا لمدينة يتغنى الناس بطيب ثمارها الذهبية اللون وجمال طبيعتها التي كانت يوما ما مقصدا لكل السفرات الإجتماعية والمدرسية. ويقينا إنك تدرك تماما المعنى الحقيقي لقول الشاعر المتنبي .

بذا قضت الأيام بين أهلها          مصائب قوم عند قوم فوائد

ويقينا إنك وضعت خطة متكاملة للأفادة التامة من منصبك الذي قد لا يتكرر مرة أخرى وعليك إستثمار كل لحظة من زمن منصب ( ولا في الأحلام) .

لن أنصحك ولن أتلو عليك محاضرة لكني تخيلت مشهدا قد يحدث بعد خمسين عاما من الآن  .> حفيدك يسأل جدته التي هي ابنتك وهو يقلب في البوم صور العائلة أو يقلب في أي برنامج تواصل إجتماعي فيرى صورتك تجلس كطالب مؤدب أو تلميذ عاقل قرب شخص بعمر إبنك وتتلقى منه حكمته وخبرته السرمدية  .

الحفيد يسأل جدته بأستغراب.

جدتي من هذا الذي يجلس أمامه جدي صاغرا متعلما متأملا متألما  ؟؟؟ .

الجدة وهي تتنهد بحسرة شديدة  .

إنه فلتة زمانه وعبقري عصره.

هذا الفتى طالما أثار إهتمام كل من عرفه فأعطوه هبات ومنح واستثمارات ما حلم بها أحد من قبله ولا من بعده  .> بكى حفيدك وهو يقول .مع الأسف الشديد عليك جدو تخيلتك تعلمت الدرس الذي لم يتعلمه الكثيرون قبلك .. التاريخ لا يرحم ولا ينسى..  تمنيت لو أن لي جدا أكثر احتراما لنفسه ولنا نحن الأحفاد من بعده .

ملاحظة أخيرة الى كل من يعمل مع هذا المحافظ لا أنصحكم بتقديم هذا المقال إليه لأنه سيقول لكم هذا ليس عني مع يقينه أنني أقصده تماما  ..نعم اقصدك ايها المحافظ ..