فاتح عبد السلام
في التلفزيون البريطاني يجري عرض لقطات من حياة الرياضيين الابطال الاولمبيين الذين حصدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، اذ تظهر صورة للبطلة” كيلي هوجكنسن” وهي في عمر السابعة من العمر تتقدم التلاميذ في يوم الرياضة المدرسي السنوي، ومن ثم لقطات وهي في مرحلة الدراسة المتوسطة حين كانت تمثل فريق مدرستها . وتتابعت مراحل تقدم تلك البطلة ليتم صقل موهبتها ورفع مستواها البدني والتكنيكي لتكون بطلة اولمبية او عالمية. هذا المثال الذي يمر امام عيوننا المئات منه ، اذ نستعرض صور رياضيين من تلاميذ العراق في مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة كانوا علامات بارزة بالقياس الى أعمارهم ، لكن النسيان طواهم بعد ان جرى اهمال اختيارهم من الجهات المختصة وتبني مواهبهم وقابلياتهم ليكونوا ثروة رياضية للبلد في سنوات لاحقة. ان اغلب الجهود كانت فردية واهلية في بروز الكثير من المواهب الرياضية في العراق في خلال العقود الماضية، وكان اثر الاهتمام الرسمي لاسيما في مراحل البدايات ضعيفا او دون المستوى المطلوب، وكانت الأهداف المرسومة للتميز والتفوق منخفضة السقوف، ولم يكن سقف الأرقام القياسية القارية او العالمية او الأولمبية محط انظار المسؤولين. ويترتب على ذلك ضعف الإمكانات المادية المرصودة للتدريب والايفادات الى دورات في الخارج تدريبية او تنافسية.
اعرف انّ العراق برمته مر بظروف قاهرة خاصة توقفت الدراسة والألعاب فيها لشهور وربما سنوات في بعض المحافظات، وهذا عامل من عوامل صرف النظر عن الاهتمام بالرياضة الا في الحدود الدنيا للألعاب المعروفة مثل كرة القدم في حين تنطمر وسط الفوضى والاضطراب والحروب الرياضات الفردية.
لابدّ من توسيع قواعد الاستعداد لاختيار المواهب الرياضية في المراحل الدراسية الأولى مع مناقشة تلك الاختيارات مع ذوي التلاميذ لكي يحصل التفاهم والتوازن بين الدراسة والرياضة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية