ألقاب غير علمية داخل اروقة الجامعات

لينا ياقو يوخنا

في السنوات الاخيرة واثناء تواجدي في الكليات وقع على مسامعي كثيراً القاب “ الحجي, الحجية, الشيخ, السيد, العلوية, الباشا, ابو فلان, ام فلان, فرد يكنى بعشيرته “ والتي تتداول بين منتسبي المؤسسات التعليمية من إداريين وتدريسيين, فمثلاً حصل وان نادى موظف في شعبة احدى الكليات لزميله امامنا نحن المراجعين بلقب “ الباشا “ و لم اعرف اسمه الصريح عندما ارسلني الى قسم اخر كي اكمل معاملتي الرسمية فأخبرتهم: ان استاذ من الشعبة (...) ارسلني اليكم. وموقف اخر حصل اثناء تواجدي في مكتبة احدى الكليات عندما ارشدت امينة المكتبة احد المراجعين للذهاب الى الموظفة “ام فلان” دون ذكر اسمها الصريح, كما ان بعض الاساتذة يتبادلون القاب “الحجي” فيما بينهم وامام الطلبة. ان استخدام الألقاب غير العلمية داخل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي تعطي انطباع للمراجعين بأنها جهة غير رسمية, فالألقاب يجب ان تتلائم مع طبيعة عمل هذه المؤسسة او تلك الدائرة او اي قطاع كان, ففي الجامعة من المفترض ان تستخدم الالقاب العلمية مثل (الأستاذ, الأستاذة, الدكتور, الدكتورة) او اطلاق تسمية (آنسة) لمن ليس لهن لقب علمي, فطبيعة نظام عمل هذه المؤسسة يحتّم على المنتسبين اليها ومراجعيها بضرورة استخدام هذه الالقاب والا ستفقد صفتها وطبيعة عملها كمؤسسة رسمية تخص كل العراقيين بعيداً عن انتماءاتهم وهوياتهم الثانوية  لأن كنية “ ابو فلان “ ولقب “ الشيخ “ واسم “ العلوية “ والخ..., تعكس صورة الفوضى التي صنعها النظام السياسي في العراق اذ ساهم بشكل كبير في اضفاء الصبغة الدينية او المذهبية والقومية والقبلية اوالعشائرية على جميع مفاصل الدولة واسلوب تعامل الموظفين المنتمين لها منهم المنتسبين في المؤسسة التعليمية الذين يحاولون فرض قناعاتهم الخاصة من خلال هذه المسميات والالقاب وكأن المكان يخص شخص او جماعة او فئة او اتباع طائفة معينة لذا تطغو الهوية الثانوية الفرعية على الهوية الوطنية رغم ان العاملين فيها- من المفترض- قد تم توظيفهم على اساس الشهادة العلمية وليس لسبب اخر. وفي المجمل فأن هذه الالقاب غير العلمية مهمة وترمز لمكانة وتوجه وفكر حاملها الا انه من غير المناسب ان تتداول في المؤسسة الرسمية والا سيكون خرق للنظام الداخلي للمؤسسة وطريقة التعامل بين الافراد والتي يجب ان تكون قائمة على استخدام الاسماء الصريحة والألقاب العلمية والأكاديمية التي ترمز للتحصيل الدراسي للشخص ومكانته داخل الجامعة ووظيفته الرسمية والبعيدة كل البعد عن هويته الفرعية وحياته الخاصة وعلاقاته غير الرسمية خارج اطار العمل.