الشرق الأوسط نظيف

يونس حمد

تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ فترة طويلة مشاكل عديدة ولكن دون حل جذري، ولهذا نرى بين الحين والآخر حروباً ودماراً متواصلاً. هناك أسباب عديدة لاندلاع الحرب والمشاكل. أولاً، ضعف أو غياب الإرادة السياسية لدى كافة القوى السياسية ومختلف المكونات في المنطقة، انعدام الثقة بين تلك القوى السياسية ذاتها والمكونات الأساسية. إن عدم تحقيق النتائج ايجابية من أجل عمل فعال يؤدي إلى نتائج مثمرة تساهم في التوصل إلى حلول صحيحة ومتفق عليها لوقف الحروب ووقف معاناة المواطنين يعود بشكل أساسي إلى هذين العاملين أو السببين. ولا شك أن ضعف الإرادة السياسية، وغيابها في كثير من الأحيان، ساهم في إطالة أمد هذه الحروب التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، رغم حقيقة الوضع الذي خلقته هذه المشاكل، والخطر الكبير على وجود المواطن . في هذه المنطقة، الذين يتعرضون للإبادة والتهجير جراء ذلك في كل لحظة. إن عدم التوصل حتى إلى جلسات حوار أو تبادل آراء، أو اتفاق على صيغة للعمل معاً، وفي الأمور التي لا ينبغي أن تكون محل خلاف، هي ظاهرة أصلها ضعف أو غياب السياسة. الإرادة وبالتالي عدم القدرة على اتخاذ إجراءات إيجابية منتجة، مما يجعل مواطني الشرق الأوسط بكل فئاته وقطاعاته ومجتمعاته يشعرون بعدم الارتياح، مع قليل من الطمأنينة والأمل بالخلاص من هذه الحروب والمعاناة. والسبب الآخر هو انعدام الثقة، وهذا واضح في حالة البعد الكبير وأيضا عدم القدرة على التغلب على الكثير من المرارة والغضب في المواقف والآراء، وعدم تجاوز كل ذلك من أجل المواطن. ولذلك، فشلت في تجاوز حالة التوتر والاستقطاب، ولهذا السبب لا يستمع البعض لبعضهم البعض، ويصرون على الخطأ فيه، والهجوم المستمر على الآخرين، مما خلق موقفا كان من الصعب التغلب عليه. وبالإضافة إلى هذه هناك العوامل العسكرية والاقتصادية، هناك أيضا عامل نفسي مهم للغاية. إن تجميد الصراع من دون حل نهائي سوف يعتبره بحق هزيمة للجميع . نعم، لقد أصبحت الحياة معقدة في منطقة الشرق الأوسط بسبب المشاكل والحروب والصراعات المستمرة وعدم احترام العهود والمواثيق بين الدول وتهميش الآخرين. كل هذا يسبب مشاكل أكثر تعقيدا. الآن أصبح من الواضح أننا يجب أن نكون أكثر وعياً من ذي قبل وأن نكون واقعيين في التعامل مع الجميع، والآن من المفيد أن نجعل الشرق الأوسط نظيفاً وخالياً من الحسابات المعقدة والحروب والمشاكل التي لم يتم حلها.