فاتح عبد السلام
تكون بعض التصريحات ذات الطابع الأمني مقلقة لدى الجمهور أكثر منها مطمئنة، كما يراد لها. اذ توالت الاخبار والتصريحات مؤخراً حول إطلاق سراح عدد من عناصر تنظيم « داعش» في سوريا ووضعهم عند الحدود العراقية، وهذه الاخبار بحد ذاتها تثير قلق البلدات والقرى العراقية الآمنة، بالرغم من اعلان مرادف عن انتشار القوات والدوريات العسكرية العراقية على الحدود مع سوريا، لكن عدم ادامة المعلومات واعلانها يجعل الناس قلقين لاسيما في محافظتي نينوى والانبار المحاذيتين لسوريا.
الذي يزيد الموقف غموضا واختلاطا ان الجانب السوري لم يصرح شيئا بهذا الخصوص، مع علمنا انّ تلك المساحات من الأراضي السورية ليست تحت السيطرة الحكومية الرسمية.
العراق كدولة يمتلك إمكانية الاتصال مع قوات سوريا الديمقراطية -قسد- المعنية بحسب الاخبار بإطلاق عناصر «داعش» من سجونها، وللعراق ان يتحقق من حقيقة ما جرى، ولماذا تمّ إطلاق سراح أولئك؟ وهل انه جرى تركهم ليختاروا الأماكن التي سيذهبون اليها ام انهم تحت مراقبة من نوع ما؟ كما لا نعرف هل جرى اطلاقهم كما تصوره التصريحات المعلنة، مثل أن يفتح الباب فجأة على الجراد المحبوس لينتشر بسرعة فائقة في كل مكان.
من المؤكد انّ الجهات الامنية في العراق تعرف حدود ما حدث وما إمكانية ان يؤثر سلباً على العراق، غير انّ اختلاط التصريحات من شخصيات محسوبة على الحشد او الامن او الجيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتيح الفرص للشائعات والبلبلة، وربما ينعكس سلباً أيضاً على المعنويات.
من المفترض، انّ البلد لديه تجربة عميقة في الحرب النفسية والدعائية، وان هناك وسائل تحصين مضادة مكتسبة عبر السنوات، ولعلّ أبرز تلك الوسائل هو الدقة في المعلومة مع اتاحة تداولها بما ينتفع بها الناس قبل أن تتكرر أخطاء لا يحتمل الوضع العراقي أبداً تكرارها مهما كانت الظروف.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية