محنة البكالوريا

نوفل الراوي

معروف ان الطالب يجد و يجتهد كي يتمكن من قطف ثمرة نجاحه في اخر المطاف .. ومعلوم ايضا ان المرحلة الدراسية الأخيرة في الاعدادية من اخطر المراحل الدراسية التي يواجهها قبل الانتقال لمرحلة الدراسة الجامعية ..

وهناك خطأ اجتماعي فادح (توارثناه) كلنا ابا عن جد و نقلناه بحذافيره الى ابنائنا و فلذات الاكباد حين أطلقنا على السادس الاعدادي اسم مرحلة تقرير المصير على اساس ان التفوق في هذه المرحلة يعني الاقتراب من حلم الأب والأم في دفع الابن ليكون طبيبا او صيدلانيا ؛ وكأن بقية التخصصات سواء كانت علمية او انسانية لا اهمية ، و لاقيمة لها في المجتمع ..!!

تخيلوا لو ان كل طلبتنا دخلوا  كليات الطب وشقيقاتها وتركوا جانبا بقية التخصصات جانبا ، وتفرغوا كليا كي يتأهلوا ويكونوا اطباء !!..هل يعقل مثل هذا الكلام ؟

و هل سيقبل غيره الاباء والأمهات ؟؟.. انا سأجيبكم بهدوء ..

الخطأ بدأنا منا ..من ابائنا واجدادنا فصعودا فطالما زرعوا في اذهاننا فكرة ملخصها انك يجب ان تكون طبيبا كي تهنأ في عيشتك ، واغفلوا مناقشة الفروق الفردية بين انسان واخر,

بل لم يعطوا فسحة لخريج الاعدادية كي يختار التخصص الذي يرغبه و بأمكانه ان يبدع من خلاله و لا مجال للشاب ان يخطط لنفسه .. بالمقابل جاءت  نتائج الامتحانات الوزارية حبلى بالمفاجأت غير السارة ..لقد كشفت زيف بعض المدارس الأهلية و اسقطت معها كل  الملازم و التلخيصات التي الراسخون في العلم لطلبتهم ..

حملت النتائج اخبارا لا تسر حتى بلغت نسب النجاح في الدور الاول 10 بالـــمئة فقط و في بعض المدارس كانت النتائج اقل من 1 بالمئة  هذا ما جعل المديريات العامة التابعة لوزارة التربية ان تبادر على الفور في اقامة ورش العمل لمنافشة سبل الخروج من هذه الازمة  بأقرب  فرصة في الوقت ذاته لا بد ان نعمل على اشاعة روح تقبل الامر لدى فلذات اكبادنا و تشجيعهم بل تدريبهم على ستراتيجية تضمن تجاوز  اي عارض يواجههم بالحكمة والعمل اذ ليس من المعقول ان يقدم على ايذاء النفس لانه اخفق في امتحان ما ، او انه عجز عن تحقيق المعدل المطلوب...

المربون و الدعاة والخطباء و التدريسيون كما الاباء مطالبون في تمكين فلذات الاكباد في تجاوز محنة البكالوريا