أوربا قوية..تتحرر من القبضة

أكرم سالم

في الوقت الذي تساير فيه الحكومة الالمانية بزعامة شولتس تماما السياسة الاسرائيلية المتشددة في الحرب ضد الشعب الفلسطيني بغزة، تأتي السياسية الالمانية فون دير لاين رئيسة المفوضية الاوربية امس لتؤكد في خطابها امام المفوضية في ستراسبورغ بأن على عاتق اوربا مسؤولية القيام بدور نشط قوي في العالم ابتداء وبشكل خاص في الشرق الاوسط  وبكل وضوح «بضرورة توقف القتال وسفك الدماء فورا في غزة «وقد لاقى خطابها وتأكيدها ذلك تصفيقا عاليا وبشكل واسع من اعضاء المفوضية ممثلي الدول الاوربية. وبذلك يشهد العالم الخطى المتسارعة بالتحول الاستراتيجي  في السياسة الاوربية ودولها المهمة ولاسيما في مسار الاستقلالية الفعلية لأوربا عن الركب السياسي الامريكي المتصهين ، ولتعود اوربا الى مسارها المنسجم مع مبادئها الديمقراطية الليبرالية المعروفة تاريخيا منذ الثورة الفرنسية ونهجها الانساني التنويري الاستقلالي الذي انبثق كالضياء الساطع على البشرية التي ظلت تصارع جهالة القرون المظلمة لقرون عديدة . وهذه الايام اخذت تبشر بمرحلة مستنيرة مستجدة وعودة حميدة الى عصر النور والاستقلالية عن الرضوخ المنكسر للمارد الامريكي الصهيوني المتغوّل والمولع بسفك الدماء بذرائع مختلقة لا اساس لها سوى الاطماع البشعة وهمجية اساطير الاولين المدوّنة في العهود القديمة. وحضاريا يعرف العارفون بأن اوربا حينما تنهض من كبوتها ورضوخها الاخرق للولايات المتحدة الامريكية المتعطشة للدماء والاحتلالات، فان ذلك يقود الى  انجلاء عهود الظلام والهمجية التي سنتها القطبية الامريكية الواحدة، وبداية تشكيل النظام العالمي الجديد المتفاعل مع حوار الحضارات وآدمية الانسان اينما وجد شمالا ام جنوبا.