الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السلطات الفرنسية تسابق الزمن لحماية أولمبياد باريس وإجراءات أمنية مشددة قبل حفل الإفتتاح

بواسطة azzaman

السلطات الفرنسية تسابق الزمن لحماية أولمبياد باريس وإجراءات أمنية مشددة قبل حفل الإفتتاح

 

باريس - سعد المسعودي

بحماسة وثقة عالية يتحدث لنا رئيس دورة الألعاب الأولمبية في باريس، توني إيستانغيت، قائلا أن العاصمة الفرنسية ستكون الأكثر آمانا في العالم وقبل حفل الأفتتاح المقرر الجمعة ستنفذ أسراب من الشرطة دوريات في شوارع باريس، وتستعد الطائرات المقاتلة والجنود للانطلاق,وتم إنشاء طوق أمني ضخم بسياج معدني مثل الستار الحديدي على جانبي نهر السين الذي سيتألق في العرض الافتتاحي, وستشدد فرنسا إجراءاتها الأمنية بسبب التحديات غير المسبوقة التيي ستشهدها الأولمبياد في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 11 آب, وقد عانت مدينة باريس مرارا من هجمات متطرفة دامية، وتصاعدت التوترات الدولية بسبب الحربين في أوكرانيا وغزة .

 تهديدات ارهابية

 تسابق فرنسا الزمن لتأمين البلاد من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية وقد أحبطت السلطات الفرنسية هجوما لمتشددين إسلاميين كان مخططا خلال الأولمبياد واعتقلت في أواخر أيار شابا شيشانيا 18 عاما يشتبه في أنه خطط لمهمة انتحارية لصالح تنظيم الدولة الإسلامية في ملعب سانت إتيان لكرة القدم حيث كانت ستلعب فرق فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا تبذل السلطات الفرنسية جهودا من أجل تأمين أراضيها من تهديد تنيظم الدولة الاسلامية خلال ااولمبياد باريس ويستهدف إسلاميوا فرنسا منذ فترة طويلة بسبب ماضيها الاستعماري والمشاعر المعادية للمسلمين ومشاركتها التاريخية في الحروب بالشرق الأوسط وأفريقيا وتنامي تنظيم الاحزاب المتطرفة والنازية.وذكرت الشرطة الفرنسية بأن بعض الصحفيين تلقوا اتصالات مثيرة للقلق في أواخر آذار بعد أيام فقط مما قيل عن تنفيذ مسلحين من طاجكيستان ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية مذبحة في موسكو وتم استجواب بعض ابناء الجالية الصغيرة من مهاجري طاجكستان في فرنسا.

تهديد ولاية خارسان

وقبل انطلاق أولمبياد باريس في 26 تموز/يوليو، تسابق أجهزة الأمن الفرنسية الزمن لسبر غور ملف ليس لديها فيه الكثير من المعلومات من خلال إقامة علاقات أوثق مع جالية الطاجيك القليلة في باريس وآخرين من دول وسط آسيا في البلاد،.

وتأتي عمليات التواصل تلك التي لم يعلن عنها من قبل، في أعقاب هجومين كبيرين وقعا هذا العام قالت السلطات إنهما من تنفيذ عناصر طاجيكية من تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان، أحد أجنحة التنظيم المتشدد المسمى باسم منطقة خراسان التاريخية التي كانت تضم مناطق من إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى وقتل نحو مئة في هجوم انتحاري مزدوج خلال مراسم لتأبين قائد الحرس الثوري الايراني يوم الثالث من كانون الثاني/يناير، كما قتل أكثر من 130 في هجوم وقع في موسكو و 22 آذار/مارس قام خلالها مسلحون بإطلاق النار على رواد حفل موسيقي في قاعة كروكوس سيتي.

وقال قائد شرطة باريس الشهر الماضي (لا يزال إرهاب المتشددين الإسلاميين مصدر قلقنا الرئيسي خلال دورة الألعاب الأولمبية، على الرغم من قول السلطات إنه ليس هناك أي تهديدات مباشرة على الألعاب).وطاجيكستان، التي عانت من حرب أهلية في التسعينيات، أفقر دول الاتحاد السوفيتي السابق. ويعتمد نصف ناتجها الاقتصادي تقريبا على تحويلات المهاجرين وخاصة الموجودين في روسيا ويرى العديد من الخبراء الأمنيين أن الشبان الفقراء المعزولين بين المغتربين الطاجيك يشكلون مزيجا جذابا لتنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان لتجنيدهم وقال مصدر في المخابرات إن المخابرات الفرنسية ليس لديها إلا قليل من العناصر والعملاء في آسيا الوسطى وتجد أنه من الصعب اختراق جاليتها الصغيرة المتماسكة. ووفقا لرابطة الطاجيك في فرنسا، تعيش حوالي 30 عائلة طاجيكية في البلاد.

وأضاف مصدر المخابرات، الذي طلب عدم ذكر اسمه لتتسنى له مناقشة مسائل أمنية، إن تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان يمثل تهديدا جديدا نسبيا ظهر مع قدرة قائمين على التجنيد من الخارج على استمالة قادمين من دول في آسيا الوسطى يقيمون في فرنسا للتطرف من أجل دفعهم لتنفيذ هجمات على الأراضي الفرنسية.

وذكر المصدر أن الدليل على ذلك هو اعتقال طاجيكي في 2022 بتهمة التخطيط لهجوم في ستراسبورغ. وأضاف أن الرجل كان يتصرف بناء على تعليمات من عناصر اتصال تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»-ولاية خراسان موجودين في الخارج.وقال مصدر أمني ثان إن (فرنسا حددت هوية 12 من مسؤولي الاتصال لدى لتنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان موجودين في دول حول أفغانستان ولديهم حضور قوي على الإنترنت ويحاولون إقناع شباب في دول أوروبية مهتمين بالانضمام إلى التنظيم من الخارج بتنفيذ هجمات في الدول التي هم فيها). وأضاف المصدر أن (مسؤولي الاتصال في التنظيم يقومون بعد ذلك بربط من جندوهم بأشخاص يمكنهم أن يزودوهم ببطاقات هوية مزورة وأسلحة على أرض الدولة المعنية في عملية لا تستغرق إلا بضعة أسابيع). ورفض ضابطا الشرطة اللذان تحدثا إلى فاركي الرد على طلبات من رويترز للحصول على تعليق وأحالت شرطة باريس الأسئلة إلى وزارة الداخلية الفرنسية التي رفضت أيضا التعقيب ,كما لم ترد وزارة الخارجية في طاجيكستان على طلب للتعليق.

افتتاح معقد

وتحدثت صحفيون فرنسيون أيضا مع اثنين آخرين من طاجيكستان وامرأة من أوزبكستان مقيمين في فرنسا اتصلت بهم الشرطة واستجوبتهم بخصوص الجاليات التي ينتمون إليها.

وقالت ناديجدا أتاييفا، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان من اوزبكستان وتعمل في مدينة لومان بشمال غرب فرنسا،( إنها أعطت ضباط الشرطة رقم هاتف فاركي بعد زيارتها لمركز الشرطة في باريس).

وأضافت (طلبت مني أرقام هواتف طاجيك أثق بهم. وقال لي أفراد الشرطة إنهم يريدون التحدث مع أفراد من طاجيكستان لمعرفة آرائهم بشأن ما حدث في موسكو).

وقال سيباستيان بيروز، وهو أكاديمي فرنسي قدم إفادات لأجهزة أمن فرنسية وأمريكية بشأن التطرف في دول في آسيا الوسطى، إن السلطات الفرنسية ربما تباطأت في الاستجابة لوجود تهديدات أمنية محتملة من طاجيك.

وأضاف (انصب تركيز فرنسا على متشددين قادمين من الشرق الأوسط والجزائر وشمال أفريقيا بشكل أكبر من آسيا الوسطى... وأعتقد أن فرنسا تفاجأت بما حدث في موسكو وقد تكون استجابتها قد تأخرت قليلا).

وقال إدوارد ليمون، وهو خبير من طاجيكستان يقدم تقارير دورية لأجهزة أمن غربية، إن المخابرات الروسية لا تزال الأفضل من حيث متابعة شبكات الجماعات المتشددة في آسيا الوسطى رغم إخفاقها في منع الهجوم على قاعة كروكوس سيتيلكن وزير الدفاع والقوات المسلحة الفرنسي سيباستيان ليكورنو أشار في نيسان/أبريل إلى تراجع كبير في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وفرنسا بشأن تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وقال مسؤولان بوزارة الخارجية الأمريكية ينسقان بشأن أمن الفريق الأولمبي الأمريكي لرويترز إنهما يثقون في الاستعدادات الأمنية التي تجريها فرنسا. وأضافا، دون الخوض في تفاصيل، أن جهود فرنسا الرامية إلى بناء علاقات أقوى مع الجالية الطاجيكية تعكس ممارسة شائعة لمكافحة الإرهاب، وهي تحديد أفراد من جالية معينة ربما يشكلون تهديدا.

وقال أحدهما إن (الجميع يرغب في الحصول على مزيد من المعلومات حول التهديدات القادمة من دول في آسيا الوسطى).

عودة مسلحين من سوريا

وبحسب ليمون واثنين آخرين من الخبراء في شؤون آسيا الوسطى أجرت رويترز معهما مقابلة، يأتي التهديد الأساسي الذي يشكله طاجيك في أوروبا من حوالي عشرة متطرفين قاتلوا في سوريا ثم عادوا إلى أوروبا تدريجيا عبر أوكرانيا بعد أفول قوة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشرق الأوسط وفي العام الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على سبعة مواطنين من دول في آسيا الوسطى مقيمين في البلاد للاشتباه في تأسيسهم منظمة إرهابية. وقال ممثلون للادعاء إن المتهمين القادمين من تركمانستان وطاجيكستان وقرغيزستان دخلوا إلى ألمانيا عبر أوكرانيا بعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل 2022.

وهم في السجن حاليا ينتظرون المحاكمة.

وقدر ليمون أن هناك عشرات الآلاف من الطاجيك يعيشون في أوروبا، ويتركزون بالأساس في بولندا وألمانيا

ومعظم هؤلاء لاجئون سياسيون وصلوا قبل حوالي عشرويتولى رحمن، حليف روسيا، رئاسة طاجيكستان منذ 30 عاما.

وذكر عميل سابق في المخابرات الأمريكية، طلب عدم ذكر اسمه نظرا لإدلائه بمعلومات حول فترة عمله مع أجهزة أمن فرنسية بشأن مسائل تتعلق بدول في آسيا الوسطى، أن عمليات مكافحة التجسس والمخابرات الوقائية في فرنسا تحظى عموما بتقدير كبير، لكن الضغط على الطاجيك للحصول على معلومات قد يأتي بنتائج عكسية من خلال شعورهم بأنهم يوصمون بصورة نمطية سلبية في المجتمع بما يجعلهم أقل استعدادا للإبلاغ عن أفراد قد يشكلون خطرا .

وقال (كان ينبغي بدء بناء علاقات مع الجالية الطاجيكية قبل أعوام. إذا كان الدافع الوحيد لذلك هو مكافحة الإرهاب فحسب، فإنها وصفة لفشل حتمي وإذا قررت فرنسا الضغط أكثر من اللازم على تلك الجالية، فقد يتسبب ذلك في خلق التهديد الإرهابي الذي تسعى فرنسا إلى القضاء عليه قبل الألعاب الأولمبية 2024 البابا فرنسيس يدعو لهدنة أولمبية للدول التي تخوض حروبا، من جهته عبر بابا الفاتيكان فرنسيس يوم الأحد عن أمله في أن توفر دورة الألعاب الأولمبية في باريس، والألعاب البارالمبية، فرصة للدول التي تخوض حروبا لاحترام التقليد اليوناني القديم الذي كان يرسي هدنة طوال فترة الألعاب, وقال البابا خلال صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس وفقا لتقليد قديم، ربما تمثل الألعاب الأولمبية فرصة لإقرار هدنة من الحروب وإظهار الإرادة الصادقة للسلام, وشدد البابا على أن الرياضة قوة اجتماعية عظيمة، قادرة على توحيد الشعوب من مختلف الثقافات، سلميا من المقرر أن يقام الحفل الافتتاحي لدورة الألعاب الأولمبية الـ 33، في 26 يوليو/ تموز بمشاركة 205 وفود من الرياضيين الذين سيشاركون في عرض على متن أكثر من 80 قاربا على نهر السين, قال فرنسيس: ”أمل أن يكون هذا الحدث علامة على العالم الشامل الذي نريد بنائه وأن يكون الرياضيون، بشهادتهم الرياضية، رسل سلام ونماذج قيمة للشباب,و كعادته، طلب البابا، من المؤمنين الصلاة من أجل السلام، مذكرا بالصراعات الدائرة حول العالم).

ختم حديثه قائلا ( دعونا لا ننسى أوكرانيا الشهيدة، وفلسطين وميانمار ودول أخرى عديدة تخوض حروبا. دعونا لا ننسى أن الحرب هزيمة).


مشاهدات 33
أضيف 2024/07/22 - 3:41 PM
آخر تحديث 2024/07/23 - 3:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 101 الشهر 9812 الكلي 9371884
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير