ذلك الدم معجزة
باسل عبد المجيد
معجزة هي الدم الذي اريق على ارض الطف ، معجزة تتفجر كل عام على شكل وثبه للتحدي في نفوسهم ، معجزة انتصار الدم على السيف معجزة اجيال واجيال تهتف على مدار الدهر ياحسين ياحسين . لقد ضرب استشهاد سبط رسول الله محمد ص اروع الامثلةعلى ان الانسان يقاس في مواقفه وان اكثر الناس قربا الى رسول الله انما كتبوا تاريخهم الناصع واحتلوا منزلاتهم الرفيعة بمقدار ماصبروا وقدموا تضحياتهم بمقدار ماكانت سيوفهم مشرعة وحقهم واضحاّ يقف الحسين بن علي في كربلاء تلك الوقفة الباسلة لما كان غير ابن علي بن ابي طالب ابن بنت رسول الله ولعله اصبح اكثر قربا الى نفس الرسول وقلبه لان ص كان يرى فيه ذلك الفتى الذي يمثل خطى ابيه وذاك الثائر الذي سينتصر على الباطل والفساد. لقد دفع الحسين بن علي وصحبه ضريبة التحاقهم بركب الايمان وعدم تاخريهم من تادية نداء الحرية بركب الايمان وعدم تاخرهم من تلبية نداء الايمان بركب الجهاد وعدم تاخرهم في هذا النداء انما اراد ركب الشر هو استبعاد الالاف ممن التحقوا بركب ايمانهم ترى هل سيكون الحسين هو سيد شباب اهل الجنة وهل كان سيرمز الى معنى الاستشهاد الخالد لو انه لم يبرح ارض الحجاز قائلا ان كان دين محمد لم يستقم فياسيوف خذيني!هل سيكون الحسين في قلوبنا وفي ضمائرنا لو لم يستشهد على تلك الوقفة العظيمة التي اثبت من خلالها ان واحدا من لحظة امساكه للرجولة يعادل امه وان فئة مؤمنة قليلة قادرة على ايقاف الشر لجيش باغ قوامه الالاف . الحسين باق وكل شهيد باق قيم الشهادة التي قدمها الينا جيلا بعد جيل ستظل تتجدد ولانامت عيون الجبناء ولاعاشت نفوسها معجزة ذلك الدم الذي اريق على ارض الطف واي دم ابن بنت رسول الله.