الحسين يدعو بني هاشم للفتح

حسين الصدر

-1-

كتب الامام الحسين (ع) يقول :

« بسم الله الرحمن الرحيم

من الحسين بن علي الى بني هاشم

أما بعد :

فانّه من لحق بي استشهد ، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام «

البحار / ج44 / ص 330

-2-

اذا كانت عادة القادة اجتذاب العناصر اليهم عبر الوعود المعسولة والاغراءات الكبيرة فانّ الامام الحسين (ع) اختار صيغة مغايرة بالكامل لكل ماجرت به العادة في مثل هذه المواطن .

-3 –

والسؤال الآن :

لماذا اختار هذه الصيغة ؟

والجواب :

ان الامام الحسين (ع) مقبل على خوض الثورة على الكيان الأموي الغاشم وهو يعلم انّ هذا الكيان لن يتوانى عن استخدام كل الوسائل لاطفاء وهج هذه الثورة والقضاء عليها ولن يتورع عن ذبح الطفل الصغير فضلاً عن اقتراف أكبر الجرائر بحقه وبحق اهل بيته واصحابه الأبرار .

وثورته على الكيان الأموي هي ثورة الإسلام على الجاهلية ، والحق على الباطل ، والعدل على الظلم ، والإنسانية على البرابرة، ومثل هذه الثورة هي فتح الفتوح الذي لا يصمد فيه الاّ الباذلون مهجهم الموطنون أنْفسَهم على لقاء الله مضمخين بدم الشهادة

انها ثورة الرجال على اشباه الرجال ممن هاموا بحب الدنيا فأوصلتهم الى مستنقعاتها النتنة .

وحاشا الامام الحسين (ع) أن يلّوح بالنصر العسكري على اعدائه وهو يعلم أنَّ الفارق بين الفريقين المتحاربين في العَدَد والعُدد كبيرٌ للغاية .

ولم يحصل الامام الحسين (ع) من مجموع الأمة الإسلامية الاّ على سبعين بطلاً – مضافا الى اهل بيته – كانوا على مستوى الفتح

انّ الواحد منهم يعد بألف

ولقد خاض الامام الحسين (ع) بهم معركته العادلة ضد قوى الظلم والظلام وشكلّت فصول المنازلة أكبر ملحمة في تاريخ الجهاد والبطولة والتضحيات الجسام من أَجْلِ إعلاء كلمة الله في الأرض ، وخلاص الإنسانية المعذبة من جور الطواغيت ، وصيانة الإسلام من التحريف والتزييف .