الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحسين في القرآن الكريم

بواسطة azzaman

الحسين في القرآن الكريم

عبدالرضا محسن الملا

 

مايزال البعض في بلاد العرب والمسلمين يسمون معاوية ابن ابي سفيان الصحابي الجليل و رضي الله عنه وكيف يرضى الله عنه وهو قاتل عمار ابن ياسرالذي اخبره النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام ستقتله الفئة الباغية, ويسمون يزيد ابن معاوية بخليفة المسلمين وهو الذي دمّر المدينة واستباح اعراض النساء وعبث بمسجد رسول الله واتخذه مكاناً لخيوله, وهم يعلمون علم اليقين ان ابو سفيان وقف بالضد من النبي محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته العالمية وحاربها بكل ما اوتي من قوة وعند عجزه دخل الاسلام كرهاً و ما يسمى في عصرنا الحاضر بالتكتيك وهو التوقيت باختيار اللحظة المناسبة للقيام بالمهمة وهذا ما حصل فعلاً وكيف رأينا ان ابنه معاوية هو الاخر وقف بالضد من الامام علي عليه السلام وبعده قيام  يزيد ابن معاوية ارساله جيشاً اعداده بالالاف لقتال الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهما السلام, ولم يكن ابو سفيان مؤمناً بالرسالة النبوية الشريفة معتبراً اياها استمراراً للتنافس الذي كان قائماً بين بني هاشم وبني امية على الشرف في الجاهلية وبعبارة اخرى فهمه لها انها ملك وهذا ما كان بعد فتح مكة وقف وهو يشاهد مع العباس عم النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض جيوش المسلمين لواءاً بعد لواء قال للعباس (لقد اصبح ملك ابن اخيك الغداة عظيماً) رد عليه العباس (انها النبوة وليس الملك يا ابا سفيان) فقال ابو سفيان (اما هذه اي النبوة فما زال في نفسي منها شيء) واورث هذا الاعتقاد الى اولاده واحفاده وعشيرته باستثناء الخليفة العادل عمر ابن عبدالعزيز جده لامه الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما حيث تميزت خلافته بالعدل ورد المظالم وقتل مسموماً وقبل هذا الذي ذكرناه كيف ان يزيد بعد وضع رأس الحسين الشريف امامه تمثل بقول احد المشركين في معركة أٌحد,  

ليت اشياخي ببدر شهدوا         

جزع الخزرج من وقع الاسل

لاهلوا واستهلوا فرحاً             

ولقالوا يا يزيد لاتشل ، وهذا ليس غريباً على من جدته هند اكلة كبد حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام, وهكذا استمر عداء الاموين للرسالة النبوية الكريمة فهذا الوليد ابن يزيد ابن عبدالملك (707-744م) يقول,  تلعب بالنبوة هاشمي    .

ضرب سهام    

فلا وحي اتاه ولا كتاب، وهو من مزق المصحف الشريف ضرباً بالسهام قائلا ، اذا جئت ربك يوم حشر   فقل يا رب مزقني الوليد, وهؤلاء الظالمون الناكرون للحق المبين وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افإين مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقل على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الشاكرين -سورة ﺁل عمران) وازاء كل هذا لم يكن امام الحسين عليه السلام الا اعلان ثورته على الظلم والظالمين لاطلباً للجاه والملك (لم اخرج اشرا او بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه واله), والذين حاربوا الحسين يعلمون منزلته في القرآن الكريم (قل لا اسالكم عليه اجراً الا المودة في القربى –سورة الشورى) قالوا يا رسول الله من هم المقصودون في هذه الاية الكريمة قال علي وفاطمة وابناهما. والحسين من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا –سورة الاحزاب) ولنا قبل هذه الايات الكريمة اية يتبين من خلالها تضحية الحسين مع جده واهله وهذا ما جاء في قوله تعالى في سورة آل عمران  (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكافرين) وقد احتضن النبي الحسين واخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفهما وهو يواجه اهل نجران قائلاً لاهل بيته الذين معه اذا انا دعوت فامنوا فما كان من اسقف نجران الا ان يقول يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله ان يزيل جبلاً من مكانه لازاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الارض نصراني فقالوا يا ابا القاسم رأينا ان لا نباهلك فصالحهم عليه الصلاة والسلام, وايات اخر لايسع المجال للاستشهاد بها وبقي الحسين سيد الشهداء خالدا وخسأ الذين في نفوسهم مرض يبغون اطفاء جذوة ثورته واندثارها ويزيده فخرا واعتزازا ان يتمثل به غاندي بعد 1400 سنة (تعلمت من الحسين ان اكون مظلوماً لأنتصر), نعم انتصر الحق بمظلومية الحسين وسيبقى كذلك.  

 


مشاهدات 93
الكاتب عبدالرضا محسن الملا
أضيف 2024/07/17 - 11:20 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 1:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 7820 الكلي 9369892
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير