الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ربانية الحسين (ع)

بواسطة azzaman

ربانية الحسين (ع)

حسين الصدر

 

-1-

لم تستطع السيوف المصلتة من عساكر بني اميّة ان ترهب الحسين (ع) او تنال من رباطة جأشه وثباته على الاطلاق ، ذلك ان الحسين (ع) كان شديد الصلة بالله سبحانه وهذه الصلة العميقة تجعله يتخطى كل ألوان الضعف والانكسار ولا أدّلَ على ذلك من دعائه الشهير حين أحاط به الأعداء من كل جانب ولما أقبلت عليه الخيل رفع يده وقال :

 « اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وانت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة ،

كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت به العدو أنزلته لديك وشكوته اليك ففرجته وكشفته فأنت لي وليّ كل نعمة ،

وصاحب كل حسنة ،

ومنتهى كل رغبة «

بهذا الايمان العالي قابل الحسين (ع) صفوف اعدائه المتوثبين لقِتِالِه .

-2-

واراد ان يقيم عليهم الحجة فخاطبهم قائلا :

انسبوني ،

وانظروا مَنْ أنا ،

ثم راجعوا أنفسكم

 وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلي ألستُ ابن نبيكم وابن وصيّه ؟

أما بلغكم قول رسول الله (ص) فيّ وفي أخي :

هذان سيدا شباب اهل الجنة ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلتُه ؟

او مال لكم استهلكتُه ؟

ألم تكتبوا اليّ ؟

غير أنّ القوم كان قد استحوذ عليهم الشيطان، فلم تؤثر فيهم موعظته حتى قال قيس بن الاشعث :

ما يقول ؟

وكأنَّ كلامَ الامام الحسين (ع) كان مبهما يحتاج الى تفسير ؟

-3 –

وعندها دعا الامام الحسين (ع) وقال :

اللهم احبس عنهم قَطْرَ السماء، وابعث عليهم سنيناُ كسِنِيّ يوسف ، وسَلّطْ عليهم غلام ثقيف لا يدع أحداً منهم الاّ قتله ينتقم لي ولأوليائي

يا ابن سعد :

تقلني تزعم أنْ يوليك الدعيّ بن الدعيّ بلاد الريّ وجرجان واللهِ لا تهنأ بذلك أبداً، عهداً معهوداً ، ولكأني برأسك على قصبة قد نصبت بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه هدفا .

                         -4-

انّ حب السلطة مِنْ أخطر الآفات المهلكة، وعشّاق السلطة لا ينجون غالبا من ارتكاب الجرائم واجتراح المظالم ويبؤون بسخط الله سبحانه واحتقار الناس لهم، وهذا هو الخسران المبين .

 

 

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/07/18 - 12:10 AM
آخر تحديث 2024/07/18 - 12:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 7820 الكلي 9369892
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير