عمليات شراء الذمم قديمة جديدة
حسين الصدر
-1-
جاء في التاريخ :
ان معاوية بن ابي سفيان قال لسمرة بن جندب أعطيك مائة الف درهم على ان تروي ان قوله تعالى :
( ومن الناس مَنْ يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )
البقرة / 204
نزلت في علي بن ابي طالب
وأنّ قوله تعالى :
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاءَ مرضاتِ الله والله رؤوف بالعباد )
البقرة 207
نزلت في ابن ملجم قاتل امير المؤمنين .
فرفض سَمَرَه القبول لأن المبلغ كان قليلا .
وهنا بدأت المساومة فأعطاه معاوية مائتي ألف فلم يقبل ،
فزادها وجعلها ثلاثمائة الف فلم يقبل أيضا ،
وحين جعلها أربعمائة الف درهم رضي ( سمرة ) ، وروى أنّ الآية الأولى نزلت في عليّ والثانية نزلت في ابن ملجم .
أرأيتَ كيف اشترى معاويةُ (سمرةَ بن جندب ) وسخَّرهُ للعمل بما تريد مفترياً على الله ورسوله (ص) .
وهكذا تتسافل النفوس الخبيثة وتطلّق القيم والأخلاق طلاقاً لا رجعة فيه .
-2-
وقد كثرت عندنا في الآونة الأخيرة الانشقافات والتصدعات داخل الكتل النيابية .
وليست هذه الانشقاقات الاّ المؤشر البارز على ما يجري في الخفاء من عمليات السمسرة، فلكل انشقاق ثمن، ولكل موقف تسعيرة خاصة ..!!
-3 –
ومَنْ يراجع مواقف الكثير مِنْ تجار السياسة يجد التباين واضحا فيها .
وسر التباين هو عمليات السمسرة التي أشرنا اليها آنفا .
-4-
اننا نتطلع الى رجال وطنيين مخلصين يؤثرون الصالح العام على مصالحهم الشخصية ، ولا يحيدون عن الحق حتى لو بذلت لهم المليارات من الدولارات، ولكن هؤلاء -للأسف الشديد – ليسوا بالكثيرين
وهنا تكمن المشكلة .