فاتح عبد السلام
يبدو ان المقايضة الدولية الحتمية لجهود وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ، ستكون مقابل إنجازات سياسية حقيقية في لبنان أهمها انتخاب رئيس جمهورية كامل الصلاحيات في تطبيق الدستور ، كعتبة أولى للشروع في اصلاح الخراب العظيم الذي سببته الحرب، وقبلها الاقطاعيات السياسية التي مثلتها صيغة الدولة الحزبية داخل الدولة الدستورية السيادية.
ايران تتحرك مع فورنسا المعنية الأولى بسلامة لبنان وسيادته من اجل انجاز عملية المجيئ برئيس للبنان يحظى بالتوافقات السياسية ، غير ان اللافت هو ان ايران لا تدرك جيدا المتغيرات السياسية في نوعية التفكير السياسي اللبناني الداخلي في التوجه الخالص لقيام دولة لبنانية جديدة على انقاض مرحلة تمزقات وانهيارات وكوارث يشهد العالم آخرها في حرب مدمرة، يقول الخبراء ان هذا البلد الصغير لن يتعافى منها قبل خمسة عشر عاما في ظل نهج مختلف للدول المانحة للإعمار والبناء وهي دول خليجية في اغلبها ، ويصنفها المحور الإيراني وفي مقدمته حزب الله بأنها تعمل في اجندة مختلفة تتعارض مع نهج المحور الذي لا أحد حتى اليوم يعلن قبوله بتغييره ، وهذا يعني ان الدول الأخرى ستلتزم عدم التدخل اكثر من المساعدات الإنسانية العاجلة ولوقت ربما محدود في الشأن اللبناني.
حرب لبنان لن تنتهي هذه المرة، من دون صفحة سياسية تكتبها إرادة دولية وتنص على عدم تكرارها من خلال نزع أسباب اندلاعها في المستقبل.
سياسي لبناني يقول، كنّا سويسرا الشرق قبل وصول المد الإيراني بسفينة ولاية الفقيه الى لبنان، والمحور يرد عليه بأننا نقاوم الاحتلال الإسرائيلي. ويبقى وسط هذا الجدل الحامي القرار الدولي 1701 في العام2006 والقرار الأهم الذي سبقه 1559 في العام 2004 ، وكذلك هناك سبب جديد مضاف هو اسناد جبهة غزة، في حرب مفتوحة بعد ما يقرب من سنة من عملية طوفان الأقصى، وليس قبل ذلك. كل ذلك سيكون في ميزان رسم خارطة طريق جديدة للبنان بعد الحرب، وفرنسا ستتولى المهمة الفعلية وبإمكانها ان تنجزها بنجاح من دون تدخل دول أخرى.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية