فاتح عبد السلام
هناك سياسيون يظنون انّهم غير مسؤولين عن وضع الكهرباء المتردي في العراق كونهم ليسوا مشاركين في هذه الحكومة وانما كانوا في مناصب قبلها او انهم في مواقع حكومية ليست على صلة بملف الكهرباء. هذا لا يفهمه العراقيون والمفروض ألا يفهموا إلا شيئاً واحداً هو انَّ جميع السياسيين الذين لامست أسماؤهم المناصب الحكومية في الصف الأول انما هم مسؤولون مباشرون عن هذا الخراب الحاصل منذ أكثر من عشرين سنة، وإذا كانت تردي الكهرباء العنوان الأكبر فإنّ هذا لا ينفي وجود عناوين خراب لا تقل أهمية.
لا عذر لأحد، فالجميع متورطون بالتقصير والاستهانة بخدمة الشعب الذي اكتشفت أغلبيته ألاعيب السياسيين متأخرا بعد أن تكرّرت الخُدع بأسماء ومصطلحات رنّانة ومدوية وذات مقبولية دولية.
لو كانت هناك جهود وطنية حقيقية مكرسة لاقتلاع جذر معضلة الكهرباء لانصاعت جميع «الارادات» التي تقف عقبة امام اصلاح أوضاع العراقيين للعيش بشكل انساني لائق.
وجدنا وزراء ومسؤولين أدنى منهم، يتهافتون على الحضور في مشاريع ساذجة مثل افتتاح “جزرة” وسطية بين شارعين أو روضة في سفارة او معرض عادي، ويريدون ان يظهر ذلك في الاعلام بوصفه إنجازات. وفي زمن التردي يعبر الذي اكبر من ذلك أيضاً.
الأنكى والأخزى والأسخف، هو انّ هناك تصفيات وتسقطيا بين السياسيين من خلال استخدام آلام الشعب ومعاناته، ولا يزال هؤلاء الغافلون الجاهلون المتغطرسون بالامتيازات يعتقدون انهم غير معنيين بالإدانة الكبرى التي يعلنها المواطنون ضد أوضاعهم المتردية وفي مقدمتها التيار الكهربائي، والاستغلال العام بأسماء المناصب واستشراء الفساد بما يجعل العراقي منساقاً لمجاراة الفاسدين من اجل انجاز معاملة بسيطة عبر الرشى التي باتت سيفا مُسلطا على رقاب العراقيين.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية