شراي الزلم مو خسران
مارد عبدالحسن الحسون
هذا المثل الحكمة ذهب بعيدأ في اذهان العراقيين ومعتقداتهم ، وهو الجواب القوي بدلالته الاجتماعية في الاجابة على الكثير من الاسئلة التي يمكن أن تطرح عليك أو ان تطرحها أنت على الاخرين والشراء هنا ليس بالمعنى التجاري المعروف كمعادل للبيع في الصفقات التجارية العامة والمعاملات اليومية ، وانما الشراء هنا بمعنى التثمين أي من يضع ( الزلم ) أعني الرجال في حساب تصرفاته وتعامله وبناء قناعاته والحكم على الاحداث لايمكن ان يخسر بأي حال من الاحوال لانه اعتمد في توجهه على هؤلاء الرجال الذين لايمكن أن يخونوه أو يغدروا به أو يتطاولوا عليه ، مع العلم أن هناك فرقأ جوهريأ بين معدني النحاس والذهب فكما أن ثمن النحاس رخيص يبقى الذهب غالي الثمن في نظر الجميع وكذلك الحال بالنسبة للرجال ، وأعني هنا الرجال المتوجين بالحكمة والدراية والهدوء والثقة والرأي الثاقب والاصغاء الجيد للاخرين ، الرجال الذين تستطيع أن تجعلهم الى جانبك من دون أن يهتز لك جفن بالخوف منهم ، أنهم لاينكثون بالعهد ، ولاينكلون بأعدائهم ويحاولون بشتى الوسائل ان تكون الحلول للخصومات حلولأ مقنعة ترضي الجميع وتحقق السلام وتديم نعمة التألف والرحمة والوئام ، ومن أشترى الرجال ، أي ثمن الرجال ، أي امتلك خبرة التعاطي الاجتماعي الناجح ،والحمد لله أن الرجال العراقيين المتميزين بهذه الصفات الانسانية والاخلاقية والايمانية العالية كثيرون جدأ في العشيرة الواحدة وعلى امتداد عشائر الوطن ،تجدهم في كل مضيف وفي كل لقاء أو مشاورة ، تجدهم في احتدام نزاع أو خصومة، رواد حماية للمواطن أشداء على الارهاب والجماعات المسلحة والخارجين على على الاعراف والتقاليد العراقية الاصيلة ويضعون القانون فوق كل اعتبار ولايملون من التفتيش عن الحلول التي تحقن الدماء وتصون النفوس وتضمن المصالح المشروعة والعادلة ، وهكذا أيضأ فإن من يشتري ( الزلم ) ويضمهم الى جانبه عليه أن لايخشى العواقب فهي ستكون حميدة حتمأ..