تواطؤ رسمي مع المخدرات
مروة الخفاجي
إستفحلت آفة المخدرات في العراق بقصدية من دول المنطقة وتواطئ المحتل الأمريكي؛ لخدمة منتفعين محليين وعالميين، من دون حساب الإنهيار الأخلاقي المترتب عليها، بالمقابل العراق عاجز عن التصدي.. أي تصدٍ وإرادات متنفذة في العراق تضخ بإتجاه مزيد من إدمان الشباب على المخدِرات، منتهجةً وسائل منظمة بدراية منهجية يأمرهم بها أسيادهم في الخارج؛ فيستخذون تبع جنسياتهم المزدوجة... خدمة للمذهب على الأحوط وجوباً.
ولكي تثبت الجهات الرسمية إستهجانها المخدرات، تنشر في الشوارع إعلانات غير إحترافية؛ تهّون فظاعة الجريمة.. تتعامل مع البركان الثائر وكأنه فتيلة صوبة!
منابع المخدرات ومناشئها وممراتها ومنافذها واضحة، يتركونها تتفاعل بنشاط حيوي، ويلقون القبض على راقصة ملاهٍ رأسمالها جسدها.. تسترزق من تلبية شهوات الرجال... (هو هذا المكنكم الله منه؟).
المشكلة ليست عصية على العقول الأكاديمية والأيدي التنفيذية الشجاعة في المنظومة الأمنية العراقية.. (زلم) و(خبرات) ناجعتان، لكن الأوامر تقضي بعدم التعرض للعمامة السوداء التي لفلفت في طياتها مخدِرات، والرائد الذي قبض عليه ألقي في السجن ومرت العمامة السوداء مدججة بالمخدرات، ونشر فيديو لطفلين مثل طيري ذهب (يكسرون باب القلب) يبكيان متوسلين رئيس الوزراء بالعفو عن أبيهما الرائد:
- بابا أخطأ.. سامحه لخاطرنا؛ متنا من الجوع.. ماما تفتر بينا على بيوت الأقرباء تجدي؛ والناس خايفين خشية أن يؤخذوا بجريرة بابا؛ فتبرؤوا منا.
أخطأ.. ونكل بعياله وأهين.. سجن وقطع راتبه وأطلق سراحه مطروداً من الخدمة؛ مظهرين أولاده أذلاء؛ كي يعطوا درساً لسواه؛ لأنه قبض على من يدس مخدرات في عمامة رسول الله!؟ إشلونه بعد يصير التواطؤ الرسمي مع المخدِرات!؟
وفي إستدراك ضروري، نستطيع القول: ثمة من يسطو على السياق القيمي لعمامة رسول الله الشريفة.. يستغلها لمآرب شخصية وفئوية وإنتماءات غير وطنية ولا إسلامية ولا أخلاقية، طارحاً نفسه بديلاً مخولاً من الرب.. على الأرض قبل السماء.. تحق له محاسبة الناس مانحاً ذاته صلاحيات فوق تعاليم الدين وقوانين الدولة وأعراف المجتمع وتقاليد الحضارة، إساءتهم مغفورة ومحاسبتهم مغدورة، ألا «تبت يدا أبي لهب وتب».