الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا سأصبح عندما أكبر؟

بواسطة azzaman

ماذا سأصبح عندما أكبر؟

 

طيبة صالح

 

هذا السؤال المزعج الذي يطرقه القريب والغريب عندما تنفذ أحاديثهم و مشاكلهم في وظائفهم وهموم دراستهم في تجمعاتهم العائليه مع الاصدقاء والمعارف والاهل , ملتفتين لصغار القوم  واضعين على عاتقهم مسوؤلية صنع قرار مصيري , بأن بلوغ الفرد الثامن عشر من العمريحدد له حتمية وصوله ومهنتة وهويته مدى الحياه, ما وجدت سؤال بغيض مثله !  أتذكر الجار أبا أحمد في زيارته لوالدي أحدى المرات  سائلا اياي : ماذا تريدين  أن تصبحين عندما تكبرين ؟ بالتاكيد طبيبة مثل حال عماتك في المنزل ,التزمت الصمت ولم أجب سؤاله ,لانني لو أجبتة بما يجول في خاطري بأن أكون ( رائد فضاء وأحلق بين الافلاك والأقمار التي كنت أقضي ساعات طويلة وأنا أشاهد وثائقيات ظواهرها التي طالما شدت انتباهي) لواجهني أما بالرفض أو الاستهجان كوني سأمثل الخروف الأسود الذي تمرد على نهج العائله والمجتمع . مرت الأيام والسنين وسافر أبا أحمد تاركاً مهنته القديمه غالقاً دكانه وهاجر مع عائلته وها هو اليوم يزاول العمل بمهنة جديدة في أرض بعيدة بتخصص يختلف جذرياً عن ما كان يعمل عليه سابقاً . فسئلت نفسي لماذا استثنى نفسه من المحدود ؟ رغم بلوغه هذا السن . سؤال بدون جدوى أي بالغ ممكن أن يسأله لطفل , كأن بلوغك نقطه ما في شيء ما سيكون هو النهاية . تكررت مأساه العم أبا أحمد في مرحله الصف السادس الأعدادي (البكالورية) هذه المرحله بكل ماتحملها من أرهاصات وهلع ولكن هذه المره كنت أحدث نفسي بروح العم أبا احمد أمام المرأه طرحت السؤال على نفسي مجدداً ,أيتها التلميذه المجتهده المتفوقه ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبري أجبت السؤال بهرب وتمرد وتنصلت من مسوؤليه صناعه الهدف والقرار ليس لأنني لست أهلا لصناعته ولا لأنني لم أكن مجتهده بل العكس كنت طالبة مجتهدة وأعفيت بشكل عام لمرات عديدة بتخصص علمي ومعدلات جعلت كل العائلة فخورة بي.

صدرية بيضاء

 هنا تركت الأمر للقدر لا أجد نفسي ب (صدرية بيضاء) لاأطيق رائحه الديتول ولا الدم ولا أحب الأرقام وعالم المثلثات والدوائر لاأجد نفسي طبيباً أو مهندساً و لايوجد في بلدي تخصصات تدعم توجهاتي بحب الفضاء وظواهره وهو يعافر محاولاً التشافي من أثار الحروب . فكانت النهايه الأمر متروك للسماء ! أجد في نفسي روح القائد الأيجابي الداعم ذو العلميه والأيجابيه يارب أنت  تعلم في أي  مكان سأبدع أرشدني لجادة الطريق, أنتهى بي الأمر بقبولي في كليه التربيه الأساسية  والتخرج منها  بحضورمميز وبتفوق من الطلبة الاوائل  . بدأت مسيرة العمل كمترجم بعدها مدرس أنا اليوم أحدى طلبه الدراسات العلى أنوي الانتقال الى محطه جديده في حياتي وتوجهات جديده وأهداف وطموحات جديده بعد نشاطات انسانية وتنموية عديدة لم أتوقف يوماً عن أكتشاف شغفي فلا زلت أحب الاستماع للموسيقى حاولت تعلم البيانو كوني من عشاق بيتهوفن وموزارت  فأكتشفت بعد تجربة العزف انني مستمع جيد ولست بعازف وتوجهت للخيل بعوقد بلغت الثلاثون من العمر ومع ذلك وجدت نفسي فيه خيال بالفطرة وتمسكت بها كهواية تتلائم مع شخصيتي أمارسها من حين لاخر , لا أنصح احد بالتوقف عن اكتشاف ميوله أن يتوقف عن اختلاق الاعذار وأن يسعى في مناكب الأرض, أن يصنع الخير, أن لاينزع ثوب مبادئه وأن يساعد الاخرين ليساعد نفسه وينهض بعد كل كبوة متيقناً أن الحياه محطات لسبل ليس لا نهايه لها راسماً لنفسه طريق نجاح في كل المجالات ,أكاديمياً ,في سوق العمل صانعاً له اسم مميز فريد لايمكن تقليده وأن لايقارن موسم زرعه بحصاد الاخرين طرق النجاح كثيره بأمكانك أن تبرع فيها جميعاً بأجتهادك فتتوالى عليك النجاحات لا يمكن للمعجزة أن تسقط من السماء كن أنت المعجزة .

  تربويه وصانعة محتوى

 


مشاهدات 214
الكاتب طيبة صالح
أضيف 2024/06/15 - 3:37 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير