الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
والي بغداد يطالب بتغيير إسم جريدة زوراء

بواسطة azzaman

والي بغداد يطالب بتغيير إسم جريدة زوراء

فاضل بيات

يُعدّ والي بغداد حازم بك من أشهر الولاة المصلحين الذين تولوا ولاية بغداد، كان يتولى ولاية مناستر بالبلقان عندما صدر أمر تعيينه واليا على بغداد في 2 كانون الأول 1906م. عُرف عنه قيامه بتحقيق إنجازات كثيرة في بغداد وخاصة في الأشهر الأولى من توليه الولاية، ففي تقرير أرسله إلى مركز الدولة في 14كانون الأول 1907م توقف عند أهم الإنجازات التي حققها في ولاية بغداد. وذكر أنه خلال ولايته التي استمرت عشرة أشهر فقط (أي من تاريخ مباشرته بالولاية ولغاية إرساله التقرير) قام بإصلاحات عديدة في الولاية منها: إجراء الإحصاء العام للإناث من الأهالي، وإنشاء الطرق والمعابر، وتشغيل العربات بين بغداد وحلب بشكل منتظم وسريع، وإقامة مشروع إسالة الماء لبغداد بعد زيادة الحاجة الماسة إليه، وإنشاء سبل المياه في الأماكن التي يسكنها القراء، وإعادة بناء 550 دارا إثر انهيارها بعد جمع معونات كافية لبنائها، وصيانة السدود على نهري دجلة والفرات، وإنشاء سد الحربوة العظيم تحت إشرافه، وإقامة ميدان سباق الخيول، وإكمال الأدوات والآلات اللازمة لمدرسة الصنايع في بغداد، وتخليص الجنود الذين وقعوا في أسر والي لورستان واستعادة الأسلحة منه بعد اتخاذ تدابير خاصة من قبله في هذا الصدد، وزيادة الموارد المالية للولاية أكثر من السنوات السابقة رغم الأضرار التي أحدثها الفيضان وتناقص موارد الولاية، وصنع الألبسة الصيفية والشتوية العسكرية وتزويدها للجيش السلطاني ليس فقط في بغداد بل في الموصل والبصرة أيضا، والمباشرة بإنشاء مستشفى في كل من النجف وكربلاء.وفيما يتعلق بتغيير اسم جريدة الزوراء فقد أرسل حازم بك برقية في 5 كانون الثاني 1908م إلى رئاسة التحريرات في الديوان السلطاني ذكر فيها أنه أُطلق على جريدة الولاية التي صدرت في سنة 1869م اسم «زورا»، وفي الوقت الذي كان يوجد لجريدة الولاية هذه اسم أكثر شهرة من بغداد ومناسب لها مثل دار السلام، وهو وصف جميل لتاريخها، إلا أنها سميت بزورا «وهو وصف قبيح ويعني الأعوج»، الأمر الذي يتعارض مع توجهات ولي نعمتنا السلطان. وادّعى بأنه لا أحد يعرف أي مكان يسمى بهذا الاسم، وما القصد منه، كما لا يُعرف أن هذه الجريدة تُصدر في بغداد.

صدور جريدة

وذكر أنه اعتيد صدور الجريدة بأربع صفحات من القطع الصغير بالعربية والتركية، ولكنه قام بإصدارها بثماني صفحات بعد أن أمّن لها  الحروف اللازمة وآلة طبع جديدة لها. وطالب في نهاية برقيته بأن يتم اختيار أحد الاسمين: بغداد أو دار السلام وذلك من قبل السلطان نفسه.والمعروف أن علاقة الوالي حازم بك قد شهدت تدهورا مع رئيس الهيئة الإصلاحية للبلاد العراقية ناظم باشا الذي أوفد إلى بغداد لإجراء الإصلاحات اللازمة في الولايات العراقية قاطبة، واشتكى في نهاية تقريره السابق من تعيين رئيس هيئة إصلاحية في بغداد بصلاحيات مطلقة والذي لم يكتف بالمهام الموكلة إليه، بل قام بالتدخل بشؤون الوالي نفسه، فقام بإصدار أوامر  إلى موظفي الدوائر المركزية في بغداد بشكل مباشر، وعزل الموظفين دون علم الوالي، والتدخل في كل الأمور المتعلقة بالولاية، الأمر الذي أدى -كما ادّعى- إلى الإخلال بالنظام في الولاية، وعليه رأى أنه لم يبق داع لوجوده في الولاية، لإن وجود رئيس الهيئة الإصلاحية ذي صلاحية الوالي يعني وجود واليين في بغداد في آن واحد، وهذا يتعارض مع توجهات السلطنة، فطلب إعفاءه من ولاية بغداد ونقله إلى ولاية أخرى.ويبدو أن الديوان السلطاني تريث في إصدار أمر نقله من بغداد إلى 26 حزيران 1908م حيث أبلغ الصدر الأعظم الوالي حازم بك بالتوجه إلى سيواس لتعيينه واليا هناك بعد صدور إرادة سنية بذلك، وعُهد بولاية بغداد وكالة إلى رئيس الهيئة الإصلاحية للبلاد العراقية ناظم باشا.

وفيما يتعلق بتغيير اسم جريدة الزوراء فلم يشاطر الديوان السلطاني رأي حازم بك، فلم يصدر أي قرار بشأنه.

وظلت جريدة الزوراء مستمرة بالصدور باسم «زورا».


مشاهدات 239
الكاتب فاضل بيات
أضيف 2024/06/15 - 3:27 AM
آخر تحديث 2024/06/29 - 9:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 279 الشهر 11403 الكلي 9361940
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير