الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العيوب الأحدى عشر لموازنة 2024

بواسطة azzaman

العيوب الأحدى عشر لموازنة 2024

بين الإقتصاد الريعي وإفتقاد الحاضنة اللوجستية تضيع الفرص

عادل سعد

 

هل تفتقر الموازنة العراقية الثلاثية لعام 2024 الى حاضنة لوجستسة تستجيب لحقوق التنمية المستدامة ؟

لقد انشغلت العديد من الاوساط الاقتصادية والاعلامية العراقية خلال الايام القليلة الماضية بأمرها  ، وادلى خبراء وقادة رأي واعلاميون بأراء عنها ،، كان بعضها سلبية ً واخرى تماهت مع سعة اطلالتها المعرفية الاحصائية ووعودها ذات الابعاد الخدمية في اغلبها .

مركز دالة  لتحليل السياسات والاستشارات انصفها في رؤية تحليلية  من خلال محاضرة للدكتور عبد الرحمن المشهداني ومداخلات اكاديميين واختصاصيين في  جلسة حوارية جرت عصر يوم السبت الثامن من حزيران الجاري .

لقد استخدم  الدكتور المشهداني منهجاً تفكيكياً  من خلال العنوان الشائع  (التحديات    والمشكلات)    وتوقف بالمزيد من الفحص عند عدد من عيوبها .

العيب الاول انها نتاج حتمي للاقتصاد الريعي الذي يجد في العوائد المالية النفطية للعراق  ممولاً مركزياً لها ، ولك ان تحصي ما شئت من  المخاطر التي تهدد برامجها  بسبب  تقلبات الريع الذي لا تستطيع ان تتحكم بمعدلاته ، لأنه يخضع الى حسابات جدلها السوقي أرتفاع وهبوط  أسعار النفط الذي يبيعه العراق  مع (فأئض قيمة) في حجم خسائر متوقعة  قياساً على احتمالات المضاربة والتوظيف السياسي الدولي  الحصصي.

العيب الثاني ،المداورة بالعجز المالي المتراكم  بضغط المنهج الريعي الامر الذي يجعل من فرص التطور تحت طائلة الاحتمالات المتناقضة بين المد والجزر

العيب الثالث النقص في توضيح الدلالات الإحصائية التي تضمنتها الموازنة ، تقديرات اوليه ، ونتائج غير محسومة  وبالتالي فان عدم الوضوح هذا ظل على حاله حين تم تداول تفصيلاتها في مجلس النواب  بحكم أن اغلب النواب لايملكون أية معرفة  في هذا الشأن ولذلك مرت دون اشباعها بالمناقشة العلمية التي تتوخى التصحيح وعليك ان تحسب ايضاً  أن زمن مناقشتها جاء أضطرارياً بينما كان يجب ان يحصل قبل ذلك الموعد .

العيب الرابع ، إن  العجز في الموازنة كان تراتبياً من تراكمات سابقة   وأحد الفرص المتاحة امام خفضه يرتبط يأيقاف  المخصصات الهائلة ضمن سلم الرواتب فئة موظفي  الدرجة الاولى  ،والحق يقال ليس هناك سياسي عراقي صاحب قرار يجرأ على التعامل بمسؤولية أدارية اخلاقية حاسمة مع هذا المخصصات الباهظة

العيب الخامس يرتبط  بموضوع الاستثمار اذ تمت الاشارة الى أن  الاستثمارات العراقية الخارجية تفوق بمعدلات كبيرة ما يتم اسستثماره في العراق وتلك نقيصة اقتصادية افقارية بالمجمل  ،اذا اخذنا بنظر الاعتبار الحاجة الداخلية الملحة للاستثمار

العيب السادس ،الموازنة مكبلة  بالغموض ووعدم الاعلانية وهذا يجعل الرأي العام العراقي  على جهل بنيوي  في  بمفرداتها الدقيقة في حين يجب ان تجيب الموازنة عن القدرة  على تخفيض سقف الفقر  وخفض سقف البطالة  ومعالجة الهزالة التجريبية التي مازالت تحكم الاقتصاد العراقي

العيب السابع ،الآليات الروتينية البطيئة  التي حكمت توقيتات التقدير وتخمين الحاجات .

 ان بعض الايضاحات بشان ذلك تم تحريرها بعد 180 يوما على طلب وزارة المالية ارسال تلك التقديرات التي تم اغلبها بحسابات تخمينية لا تستند على معلومات دقيقة عن الحاجات التنموية الحقيقية  .

بأضافة تحليلية ، التاخير والمماطلة لمجرد شراء الوقت والتهويم في التنمية البشرية المستدامة هو ما يتحكم  بالمنهج المعتمد لتمويل منصة المعلومات  المطلوبة

العيب الثامن يختص بالضمانات  ،وقد اشار الدكتور المشهداني الى ان اغلب التوجهات المرسومة ضمن خريطة الموازنة لا  تحتوي على اية ضمانات  الامر الذي يجعل المشاريع الانمائية تحت طائلة الهشاشة مع احتمالات الفشل والفساد والتفريط بالوقت

العيب  التاسع  يتناول الطاقة الاسيعابية للموازنة  ،أذ اوضح السيد المشهداني ان شروط الاستيعاب  غير متوفرة في أغلبها

العيب العاشر  يتعلق بنقص حيوية الضرائب مع أنها ممول رئيسي  لمفاتيح التنمية ، وقد أشار  المشهداني هنا  الى إن النظام الضريبي في العراق لم يتوازن حتى الان بسبب عدم ضبط الحدود وعدم وجود مواكبة قانونية تشريعية تضمن أحقاق نظام ضريبي عادل ، ووجود اصابع الفساد

 • العيب الحادي عشر ، المعالجة التقلدية  لمفهوم الرعاية الاجتماعية  ،إذ بالرغم من أن  التخصيصات المالية المرصودة لها تشكل17بالمىةً من الموازنة وهو معدل مالي مهم في كل الاحوال ، لكن المشكلة تكمن في نوعية الصرف على مستحقيها ، اذ ينبغي ان ترصد مبالغ وازنه منها لصالح المشاريع الصغيرة والمتوسطة  للتخفيف من حجم العطالة ولتشغيل  حركة السوق

من ملاحظات الدكتور المشهداني ،  توصيفه الطريف  للموازنه حين قال انها أشبه ما تكون  ملئ فراغات   ،اي بمعنى اخر لم تخرج من دائرة العمل الترقيعي المجرد . وأرى شخصيا ، ان الترقيع من علامات الانكشاف الاقتصادي وفق ما يعتقد الاقتصادي المصري المعروف رئيس الوزراء الاسبق حازم الببلاوي.


مشاهدات 282
أضيف 2024/06/12 - 11:30 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 7:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 11430 الكلي 9361967
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير