الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العلوم الزائفة والخرافات

بواسطة azzaman

العلوم الزائفة والخرافات

طيبة مازن توفيق

 

يتبادر في ذهني تساؤل مُلحّ، لماذا الغالبية من المهتمين والمؤمنين بالخرافات والمتابعين لصفحات مدربات الطاقة هن من النساء؟، في الوقت نفسه توجد مقولة لفيلسوف هولندي يقول فيها: «إذ غاب العقل ظهرت الخرافة، واذا سادت الخرافة ضاع العقل»، من هنا تكون الإجابة على هذا التساؤل مُعقدة ومُتشعبة، لكن أبسط محاولة لتفسيرها، تكمن في أن هذا السعي والايمان وتصديق الخرافات وحتى شراءها مُتعلق بشي واحد، وهو (الاستقرار النفسي).

في السياق نفسه، تعد المرأة مخلوقة عاطفية تحتاج دائماً للأمان والأستقرار النفسي، ومع وجود العوامل البيئية والمجتمعية والتربية والمحيط وقلة الثقافة والمعرفة، يمكن أن تقودها هذه الأمور الى الإيمان بالخرافات والعلوم الزائفة، مثل الخوف والقلق والشكوك والحاجة للشعور بالتحكم والسيطرة والاستقرار العاطفي. إذ يمكن أن تمنح الروحانيات والخرافات وكلام اصحاب الطاقة بعض الوهم اللازم حتى يحصل الفرد على مايريد أن يسمعة، او مايجعله يشعر بالاستقرار العاطفي والنفسي المؤقت دون حل حقيقي لحل المشكلة التي يعانيها الإنسان في جوهره، وتحديدا المرأة. وهذا عكس الرجال الذين تكون تركيتبهم النفسية ميالة للاهتمام بالتكنولوجيا والاجهزه الالكترونية والادوات الصناعية، مما يجعلهم لا يعطون اهمية للاستقرار العاطفي والنفسي، بل يتعاملون مع الضغوطات بوصفها شيء طبيعي وروتيني في مشوار حياته، وهذا يجعل الرجال يمتلكون الرغبة باستثمار هذه الادوات والاموال والشؤون الذاتية لتحقيق الانجازات والقفزات في حياتهم، ويحقق لديهم رغبة المنافسة للحصول على المكانة الاجتماعية وكسب المزيد من المال، والثراء، وليس مثل النساء اللاتي يبحثن عن الامان قبيل كل شيء.

 ومن اجل الحصول على الأمان والاستقرار النفسي توجد عدة عوامل تدفع المرأة للحصول على ذلك، ومنها:

- الرغبة في الشعور بالامان: المرأة تشعر كثيراً بالقلق والخوف، بالتالي تسعى الى الحصول على الامان او الاستقرار النفسي، ولتخفيف هذا الشعور تلجأ الى مدربات الطاقة (بياعات كلام) والى البحث في الخرافات والتنجيم؛ وهي بذلك تلقى رواجاً كبيراً بالكلام معهن والحصول على الدعم بالبكاء والصراخ والخيالات الحالمة.

دورات الشريك

- الحاجة الى الاستقرار العاطفي: المرأة اكثر سعياً للحصول على الحب والشعور بهِ، والحصول على التقدير والتعاطف من شريك حياتها او أهلها، فيكثر الترويج للدورات المتعلقة بالشريك واصلاح العلاقات، والتي غالبا ما تضج بالمشتركات مقارنة بالمشتركين.

- الطموح في الحصول على الاستقلال المادي: يعد الاستقلال المادي بالنسبة للمرأة جانبا مهما للشعور بالأمان والامتلاك المادي؛ لان هذا الانفاق يحقق جزءا كبيرا ومهما في الاستقرار النفسي، فنلاحظ دورات «الوفرة المادية» رائجة جداً، وتقصدها النساء بشكل ملفت؛ رغبة منهن في ايجاد مأمن العيش وتكوين دخل مادي يضمن لهن العيش الكريم، او يوفر احتياجاتهن التي ربما لا يلبيها الشريك.

- الحاجة الى التحكم بالحياة: تحتاج المرأة ان تكون هي صاحبة القرار في حياتها، خاصة عندما لا تكون هي صاحبة القرار فتميل للوهم والخرافة؛ حتى تشعر ولو بصورة زائفة انها صاحبة حرية مطلقة او تمتلك الاستحقاق الكافي للتحكم في كل شي.أن هذه المعطيات والمؤشرات ربما تكون سببا رئيسا يجعل المرأة تقصد هذه العلوم وتقترب من ميادين الخرافة والوهم، وهي بذلك ربما تستفيد من عدة امور، وربما تضيع في غياهب اللاوعي، وهذا يعتمد على كل انثى ووعيها وثقافتها ومحيطها، لكن المهم في هذا الأمر أن ينتبه الأهل -بمختلف مستوياتهم- إلى حالة المرأة ووضعها بشكل عام، واستقرارها بشكل خاص، ولا يسمحوا للوهم أن يطالها أو أن تفتح باب هذه العلوم المزيفة وتكون اسيرتها.


مشاهدات 320
الكاتب طيبة مازن توفيق
أضيف 2024/06/10 - 1:37 AM
آخر تحديث 2024/08/31 - 8:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 232 الشهر 232 الكلي 9988854
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير