ثقافة الإعتراف بالخطأ
عدالت عبداللـه
اثار مشهد لرئيس الإتحاد الوطني الكردستاني، السيد بافل طالباني في ذكرى تأسيس حزبه ال49 في مصيف دوكان، وهو يعترف فيه على الملأ بخطأٍ ما وقع فيه بحق وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحكومة إقليم كردستان والذي ينتمي لحزبه، أثار ضجة في مواقع التواصل الإجتماعي في الإقليم وتداول مقطع الفيديو الخاص به على نطاق واسع. البعض أعتبر الحدث أمراً غير عادي نظراً للصورة النمطیة التي نكونها نحن الشرقيين دوماً إزاء الرؤساء، الذين حتى إذا ما أخطأوا في أمر ما من غير المألوف أبداً أن يعترفوا به جهراً، فما بالك بحق من هم أقل منصباً أو موقعاً منهم في الدولة أو الحزب.! والبعض الآخر أشادوا بخصوصية شخصية بافل طالباني في التعاطي مع محيطه والمتعاملين معه، والتي تتسم بروح المودة والفكاهية في أحيانٍ كثيرة. وبدوري فقد رأيت المشهد مختلفاً نوعاً ما عما هو مألوف و سائد واعتقدت معه أننا بحاجة فعلاً الى كسر نمطية الصورة التي تقدم الرؤساء والقادة دائماَ في صورة مصطنعة ومغالية لا تمت الی سلوكهم العادي اليومي بصلة، ولا سيما أن طالباني فور ما يثير مع الاعتراف بالخطأ سؤالا مؤثراً: هل ثمة ضير في أن يعترف المرء بخطئه؟ كلا دون شك، وعليه استنتجت فعلاً أن بعض انماط السلوك المصطنعة بدواع بروتوكولية في التعامل مع الآخرين بالنسبة للرؤساء والشخصيات الرسمية هو في بعض الأحيان ليست إلا محض استعراض لا روح فيه ولابد أن يتم تجاوزه وعقلنته عبر التعبير اليومي العادي الذي يعيد الناس الى واقعهم الإنساني الفطري.