القاضي والخصوم
صلاح الدين الجنابي
يروى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حضر مع خصمه أمام القاضي وعندما وصل القاضي الى قسم عمر (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) قال للمدعي اتدفع عمر بن الخطاب للقسم (أراد القاضي ان يعفي عمر من القسم لانه الخليفة)، بعد صدور الحكم، قال عمر رضي الله عنه للقاضي لا تتولى القضاء بعد هذا، لأنك لم تعامل عمر (خليفة المسلمين) كما عاملت احد أفراد رعيته (خصمه).
عندما يلتقي أو يهاتف القاضي أحد الخصوم أو من يمثله ويعطي له مساحة ووقت للحديث والشرح والتفصيل لا بد من اعطاء نفس المساحة والوقت للطرف الاخر سواء كان هذا الطرف متهما أو مشتبها به أو غير ذلك لان واحدة من أهم اخلاقيات القضاء العادل هي ان يكون القاضي على مسافة واحدة من الخصوم، وهذا يجب ان يسري على جميع الدعاوى والقضايا المقدمة للقضاء أو الشكاوى التي يروم المدعي تقديمها مهما كان عنوانه أو منصبه أو مهنته، لان الأصل في التقاضي هو حماية المجتمع من الاثار السلبية للممارسات غير الصحيحة وتحقيق العدالة بين الخصوم.العدالة تقتضي عدم سماع أي شيء عن القضية الا في قاعة المحكمة أو عن طريق قانون المرافعات أو أصول المحاكمات على ان يراعى ترسيخها كقيمة عليا في ضمير المجتمع من خلال تحقيقها بالتساوي للجميع. # الإحباط والخوف هاجس الناس الذين لا يؤمنون بعدل الحاكم، ولكنهما يتحولان الى رعب عندما لا يؤمنون أن القاضي والمعلم على مسافة واحدة من الجميع.