مكطوعة مثل خيط السمج روحي

مروة الخافجي

تسعى تركيا.. منذ السبعينيات.. بالتعاون مع إسرائيل، الى جعل برميل الماء أغلى من برميل النفط، في الوقت الذي يهدر العراقيون مياه دجلة والفرات، في الخليج المالح.العالم من حولنا يخطط لصغائر الأمور وكبائرها.. على الأصعدة كافة.. لآلاف السنين المقبلة، في حين تستسلم الدولة لمشادات المناصب وعارضات الأزياء اللواتي زحفن على الإعلام وأسرار الساسة والعسكر والمخابرات، كأن العراق يوتوبيا «جنة على الأرض» لا مشاكل في الكهرباء والجفاف والتربية والصحة والخدمات والصناعة والزراعة و... كوارث مفتعلة، إستحدثت خصيصاً لبلاد الرافدين.. المثلية وزنا المحارم والمخِدرات و... القادم أخطر.بينما إنشاء سد ذي خزان عظيم، في كرمة علي؛ للإحتفاظ بماء دجلة والفرات؛ كي لا يلقيان عذوبتهما في شط العرب، الذي يصب في الخليج العربي متحولاً من عذب الى مالح أجاج، في الوقت الذي يظمأ المستقبل العراقي جفافاً؛ نتيجة إحتفاظ تركيا بمائها حائلة دون الوصول الى العراق..

   ****

نستهتر بالمستقبل ويحتويه الآخرون

   أسماكهم تستغل أهوار العراق، واضعة بيوضها في مياهنا الدافئة؛ لتفقس عائدة الى أهلها في أعالي تركيا على شكل سلسلة.. رأس الثانية في ذنب الأولى.. تتابعاً طويلاً، رصده مظفر النواب: مكطوعة مثل خيط السمج روحي.. وعتبها إهواي.. ما يخلص عتب روحي.. وولا رديت.. ولا حنيت.. ولا طارش جذب وديت.ولتصديق غزل النواب بخيط السمج، يمكن تلافي كارثة مستقبلية تبدد ريع النفط العراقي في ماء تركيا؛ بالإقدام على إنشاء سد عملاق أو سلسلة سدود، تبدأ من بابل.. مروراً بالمحافظات الفراتية.. الى كرمة علي.. ملتقى دجلة والفرات، وبالتوازي.. على دجلة.. بدءاً من بغداد.. نزلاً الى الكوت والعمارة.. حتى شط العرب، لإنقاذ الأجيال القادمة من مغبة الأسر التركي.. غرقاً في الجفاف وليس الفيضان...