بوار الكتب ينذر ببوار المعرفة
حسين الصدر
-1-
كثرت الشكوى من بوار الكتب حتى أنَّ بعض المؤلفين أصبحوا يطبعون كمياتٍ قليلة من النسخ كأنَّ يطبع مائة نسخة مثلاً .
-2-
وأسباب العزوف عن الكتاب كثيرة ولكنها تشكل بادرة خطيرة حيث أنَّ الانقطاع عن القراءة والمتابعة يؤدي الى الأميّة وهو أسوأ ما يمكن أنْ تُصاب به المجتمعات الحديثة .
-3 –
وجرت سيرة العلماء وعشّاق العلم والأدب والثقافة على أنْ لا يفارقوا الكتب ،
وحين قيل لأحد العلماء :
ما بلغ من سرورك بكتبك ؟
قال :
« هي إنْ خلوتُ لذتي وانْ اهتممتُ سلوتي ، وان قلت :
انّ زهر البستان ، ونور الجنان يجلوان الأبصار ، ويمتعان بحسنهما الألحاظ ، فان بستان (الكتب) :
يجلو العقل ،
ويشحذ الذهن ،
ويُحيي القلب ،
ويقوي القريحة ،
ويعين الطبيعة ،
ويبعث نتائج العقول ،
ويستثير دفائن القلوب ،
ويمتّع في الخلوة ،
ويؤنس في الوحشة ،
يضحك بنوادِرِهِ ،
ويسر بغرائبه ،
ويفيد ولا يستفيد ،
ويُعطي ولا يأخذ ،
وتصل لذته الى القلب من غير سامة تدركك
ولا مشقه تعرض لك «
وما قاله هذا العالم الجليل عن الكتب اختصر المسافات كلها للتعريف بأهمية الكتاب وكونه الركيزة الأساسية التي لابد أن تقوم عليها حياة الانسان .
ومن هنا ورد الحديث عن الرسول (ص) أنه قال :
( هنيئا لمن مات وميراثه المحابر والأقلام ، وانه يدخل الجنة )
-4-
واذا كانت الغفلة تصد الكثيرين عن استحضار آثار الكتب في حياتهم وعقولهم، فلابد أنْ ننفض الغبار عن تلك الغفلة ، وندعو – وبالحاح – الى ان تكون قراءة الكتب مفردةً أصيلة في جدول اعمال كل واحد منا ، وكل توّاق للتكامل والتقدم في مضامير العلم والأدب والثقافة ، ونكسر طوق الجمود ونتخطاه الى حيث تلتذ النفس والعقل والروح بالروائع والبدائع المبثوثة في طوايا الكتب .
-5-
ومن الجميل أنْ يبادر أولياء الأمور الى انشاء مكتبة في البيت يوفرون فيها الكتب المناسبة لاولادهم مع الحثّ على المطالعة والقراءة ويخصصوا لهم مكافاءات مغرية تدفعهم للقراءة والمطالعة .