الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكناني يتبنى خطاب الجمال والمعرفة في أعماله: السطح البصري مساحة للتجريب ومنطقتي بين التراث والمعاصرة

بواسطة azzaman

الكناني يتبنى خطاب الجمال والمعرفة في أعمالهالسطح البصري مساحة للتجريب ومنطقتي بين التراث والمعاصرة

 

بغداد  ـ شهد السويدي

رسام ونحات وأستاذ للفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة، بجامعة بغداد، درس الفن التشكيلي وشغف به منذ الصغر، لديه مئات الأعمال في الرسم والتشكيل والنحت والكرافيك، فضلا عن مؤلفين، الأول (النُظم المعرفية بين العلم والمعرفة ). والثاني (دراسة في تأصيل المفاهيم ). تأثر  محمد الكناني (54 عاما) بأساتذة الفن الكبار أمثال: فائق حسن، وشاكر حسن، وجواد سليم وكاظم حيدر. صقل موهبته عبر الدراسة، وبعد دراسته لمدارس التشكيل وأصولها الفلسفية، صار أكثر شغفاً بالفلسفة، ولعل هذا متأت من تأثره بأستاذ الفلسفة الكبير مدني صالح، كما تأثر بأستاذ الآثار زهير صاحب، فكان لنفحاته الإثارية وتطلعاته الفكرية وقعا كبيرا في ثقافة الكناني وأعماله التشكيلية في الرسم والنحت.

وقد توجت اعماله الإبداعية بحصوله على جائزة  الإبداع العراقي للثقافة والفنون في فن  الكرافيك  عام 2000م .

 ( الزمان ) ألتقت الكناني في هذا الحوار :

مسيرتك الفنية عن اي خطاب تفصح؟

- خطاب الجمال والمعرفة هو الاساس الذي تبنيته في مسيرتي الفنية، عبر سلسلة التجارب التي مرت بها مسيرتي الفنية، وذلك لإيجاد منطقة قابلة للتواصل مع دائرة المتلقي، وهذا ما يجعل الخطاب، له بصرية مبنية على وفق نظام معرفي وجمالي محترف، يخرج من دائرة العفوية والتلقائية غير المبررة في انتاج الفن.

كيف تقيم مراحلك الفنية؟

- مرت تجربتي بتحولات عديدة، فأنا من الفنانين التجريبين الذي لا يتوقف عند حدود التجريب لاختبار « مرموزاتي « واشكالي، في وسائط متعددة وبتقنيات مختلفة. فالسطح البصري عندي مساحة مفتوحة للتجريب، لذلك يكون أنجازي الفني متنوع، ما بين الرسم والنحت والكرافيك، وذلك لاستيعاب مساحة التجريب التي تشكل الاطار المرجعي لتجربتي الفنية، وقد تمرحلت تجربتي وانتقلت، وما زالت متحركة وبأساليب متنوعة ابتداءً من التجربة الواقعية، وصولاً الى التجربة التجريدية، وفن الأثر والبيئة والمحيط.

ماذا عن المرجعيات التي ساهمت في بلورة تكوينك الفني؟

- شكلت المرجعيات المتنوعة أثرا كبيرا في تجربتي الفنية والأكاديمية التي أسهمت بشكل مباشر في أثراء وتنوع هذه التجربة التي أعدها دائرة بحثية لا تنتهي.. كشفاً وتنقيباً وحفراً في مساحات واسعة من المرجعيات المتنوعة التي شكلت الحقل الاستعاري لتجربتي وهي على محورين، الاول: بصري حيث كانت للتجارب الفنية العراقية والعالمية لكبار فناني التجربة والتجريدية، المنطقة الاولى لبلورة تجربتي الفنية.. أما المحور الثاني، فهو: المرجعيات البيئية والمعرفية، فأنا شغوف بمتابعة الاثر الذي تتركه الطبيعة على الجدران والارض، وكل ما هو مستهلك ومهمش. والجانب الاخر، هو الضاغط المعرفي، كمرجع فاعل في التأهيل المعرفي للتجربة واعطائها سمة معرفية، فكل عمل فني هو بمثابة بحث وحفر في المعرفة . وكل ما في التجربة له مبرراته المنطقية واسبابه المعرفية التي تجعل منه مادة قابلة للقراءة والتأمل. فالفلسفة والعلوم الصرفة والمنطق شكلت متانة تجربتي  الشخصية وبلورة حدودها واتجاهها .

  تجربة فنية

هل أنت مع التحرر من المفاهيم التشكيلية والتقليدية؟

-لا يمكن لأي تجربة فنية ان تنسلخ من الاسس الاكاديمية في اشتغالها وتجريبها والياتها في اللون والتقنيــــــــة والتخطيط والمعاييــر الجمالية. فليس ما هناك تقليدي او ثابت في الفن، ذلك ان  نمو الفن  بشكل أفقي، ليس هناك الغاء لأي شيء، بل هو تضمين السابق من القواعد والمفاهيم في الحديث والمعاصر من التجارب الفنية، وكما يقول بيكاسو تعلم قواعد الرسم او الفن، ثم أكسرها لتصبح فناناً مبدعاً.

ما دلالات توظيف اللون في لوحاتك؟

-اللون هو ما يثري العمل، ويجعل منه كياناً ابداعياً متغايرا مع الموجودات المادية الأخرى، فضلاً عن طاقاته التعبيرية التي تجعل من العمل الفني قطعة فاعلة في التأثير في حقل المتلقي . فضلاً عن ما يتركه اللون من أثر واضع في التباين الاسلوبي في التجارب بدلالة الموضوع الذي يشتغل عليه الفنان، لذا فأني أجد أن للون شفرات دلالية متنوعة وفاعله في التأثر وحسب طبيعة الموضوع والاسلوب والتقنية التي يشتغل عليها الفنانين، أضافه الى طاقه التأويل المشحونة باللون في العمل الفني. مما يجعل منه دائرة معرفية تغتني بلعبة التحولات باختلاف دلالات اللون.

ماذا عن تقنية اللوحة لديك ؟

-العمل الفني دائرة تجريبيــــــــــــة متنوعـــــــــة التقنيات، فلكل عمل تقنيته وإلية اشتغاله بحسب نوع الخامات والوسائط الداخلة في بنائه الفني، فتصبح للتقنية سلطة حتمية في بناء العمل وانجازه. وبما أن تجربتي متنوعة بين الرسم والنحت والكرافيك وفن الدجتل. فقطعا لكل اشتغال او توجه تقنياته التي تناسب طريقة العمل والخامات وأجمالا، أعتمد الخامات المتنوعة وتقنيات متغايرة من حذف واضافة وتحزيز وطباعة وتلصيق وحفر، لتحقيق سطوح بمناخات جمالية عالية.

□  ماذا عن جدلية العلاقة بين التراث والمعاصرة؟

- أنا أومن بعقلنة واعادة تأهيل العمل على وفق الأساليب المعاصرة، وأعتقد ان الإرث الثقافي والفني، معين ما زال بكرا، لذا من الضروري وجود منطقة بين التراث والمعاصرة، هو هدف كل فنان يريد اخذ مساحة يبين خصوصيته وتفرد تجربته في خارطة التشكيل المحلية والعالمية.


مشاهدات 488
أضيف 2024/02/12 - 3:42 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 3:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير