الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تدويل القضية الفلسطينية ليس جديداً

بواسطة azzaman

تدويل القضية الفلسطينية ليس جديداً

أحمد كاظم نصيف

 

برزت مواقف دولية مؤخراً تدعم قيام دولة فلسطين، الموضوع لم يأت بجديد، سوى ارضاء شعوبها المتضامنة مع القضية الفلسطينية، والمطالبة بموقف رسمي؛ وهذه الدول قامت بما يطمئن المنادين وامتصاص نقمة المتظاهرين هنا وهناك.

هذه الدول تشعر بالحرج سواء أمام شعوبها أو نظرة الشعب الفلسطيني لها؛ فما كان منها إلّا أن تتخذ هذه الخطوة، وبالتالي إذا ما كانت جادة، سوف يتحول موقفها من وصف قضية الاحتلال الصهيوني بأنها شأن داخلي والشعب العربي الفلسطيني أقلية ضمن شعب اسرائيل، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وهذا يعني صراع بين دولتين، وهنا يحق لهذه الدول أن ترفع صوتها داخل قبتي مجلس هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، بأن هناك اعتداء من دولة اسرائيل بحق دولة فلسطين (كما ينادون اليوم ويطالبون بوقف الحرب ضد أوكرانيا وفرضت عقوبات طالت روسيا)، ويحق لها كذلك التصويت لصالح دولة فلسطين في ايقاف نزيف الدم، والقتل، وإطلاق سراح المعتقلين، والتهجير، والتجريف، وذلك بعد رسم خارطة لحدود الدولتين، أو العودة لحدود عام 1967، إن لم يكن 1948.

القضية الفلسطينية تدخل عامها السادس والسبعين، والمراوغات الفلسفية، ما تزال مستمرة، مرة بمنح الأحقية لشعب اسرائيل، وأخرى بمنح الأحقية لشعب فلسطين، ثم حل اقامة الدولتين، هذه كلها ولدت أسئلة واستفسارات عديدة، منها:

- لماذا هذا الصمت العالمي تجاه قضية مصيرية لشعبين معاً في أرض واحدة لم تحسم أحقيتها لمنْ؟

- لماذا هذا الصمت الاسلامي تجاه قضية بلد اسلامي، يمثل فيه المسلمون ما نسبته 75 بالمئة في الضفة الغربية، و99 بالمئة في قطاع غزة؟

- لماذا هذا الصمت العربي، لمأساة شعب عربي؟

والكثير من الأسئلة التي بحاجة عن أجوبة لها، وهذه كلها قد عفا عليها الزمن، ولم تعد خافية عن ذي عقل لبيب، لا رأي سياسي، ولا رأي شعبي، ولا رأي محايد، ولا رأي لمنْ لا يهمه الأمر!

شعب فلسطين بحاجة إلى قوة وأداة فاصلة، فاعلة، إلى منْ ينصر الحق على الباطل، لا بحاجة إلى مواقف مزيفة قد تكون أو لا تكون، أو لترضية شعوب لا تملك القرار سوى صوتها غير الفعال، ولا يعد أكثر من كونه تظاهرات في ظل أنظمة تدعي الديموقراطية واحترام الرأي، فهو حتماً مهمش. الموقف الاعلامي الدولي لم يعد يفي بالغرض الأهم، ولا فتل العضلات العربية المجوفة، ولا فتاوى خطباء المسلمين في صلاة الجمعة التي لا تغني ولا تسمن.

امام الانسامية

الآن نحن بصدد انقاذ شعب، وتحقيق مصير دولة، واحقاق حق، وادانة احتلال، واحترام أمة، وإعادة قيام دولة عربية كانت موجودة فعلاً، ونشر العدل في الأرض، ونصرة أخ شقيق وعزيز.

الساعة أزفت، إن لم تكن سابقاً غير معرفة، فالآن تنادي الانسانية دعاتها، فمن يدعي بها، فهو مسؤول أمام نفسه وضميره، وأمام الله، وأمام الانسانية جمعاء، في حال تكون فيه السلطة النافذة هي الفيصل.

فهل ستمنح هذه الدول السلاح والمساعدات علناً للفلسطينيين في مواجهة عدوهم الكيان الصهيوني كما تفعل الآن مع أوكرانيا؟

 

 

 


مشاهدات 293
الكاتب أحمد كاظم نصيف
أضيف 2024/06/01 - 12:34 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:19 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 352 الشهر 11476 الكلي 9362013
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير