الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماكرون يدعو المعتدلين من اليسار واليمين للانضمام إلى تكتل رئاسي

بواسطة azzaman

ماكرون يدعو المعتدلين من اليسار واليمين  للانضمام إلى تكتل رئاسي

باريس - سعد المسعودي

كرر الرئيس الفرنسي ايمانويل  ماكرون رفضه تقديم استقالته في حال تحصل اليمين المتطرف على غالبية المقاعد بعد الانتخابات التشريعية كما رفض تسليم «مفاتيح السلطة لهم» ودعا  إلى كل من يؤمن بالديمقراطية وبقيم الجمهورية إلى الانضمام إلى التكتل الرئاسي من أجل الحصول على الأغلبية في الجمعية الوطنية المقبلة التي ستمكنه من مواصلة الإصلاحات ومساعدة الفرنسيين ,  وقال ماكرون، وهو وسطي موال لمجتمع الأعمال، إنه يريد الرجال والنساء الذين يتمتعون بحسن نية وقادرين على قول» لا « للمتطرفين أن يتحدوا معا ليتمكنوا من بناء مشروع مشترك من اجل فرنسا قوية .وفقه لتصريحاته في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاربعاء قبل  سفره الى ايطاليا لحضور اجتماع جي 7.  كما دعا الرئيس ماكرون الفرنسيين إلى التحلي بـ»المسؤولية والوضوح» خلال الانتخابات التشريعية المبكرة التي سيتم تنظيمها في 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز المقبل,بعد حلّ الجمعية الوطنية (مجلس النواب) وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، وأعترافه بفشل معسكره الرئاسي وأكد  في خطابه للفرنسيين  من قصر الإليزيه الرئاسي «لقد قررت أن أعيد لكم خيار مستقبلنا البرلماني من خلال التصويت, ولتبرير هذه الانتخابات المبكرة، قال ماكرون إن فرنسا «بحاجة إلى غالبية واضحة للعمل في هدوء ووئام»، مشددا على أنه «سمع» رسالة الفرنسيين ومخاوفهم  وقال «لن أتركهم من دون إجابة.

ماكرون يدافع

وقد  أشاد ماكرون  بما قامت به الحكومات السابقة والنواب منذ إعادة انتخابه لعهدة ثانية في مايو/آيار 2022 الماضي، والأسباب التي جعلته يقرر حل الجمعية الوطنية الفرنسية، ويدعو إلى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة ومن بين هذه الأسباب، التشتت السياسي في الجمعية الوطنية الذي حال دون امتلاك غالبية برلمانية كافية لتمرير القوانين ثم نتائج الانتخابات الاوروبية التي خرج منها حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف (اليمين المتطرف) منتصرا، بحصوله على 32 بالمائة من الأصوات, معللا ذلك بمواجهتهم للعديد من المشاكل التي لم تحل بعد، على غرار تراجع الأمن في البلاد وانهيار قدرتهم الشرائية، إضافة إلى المشاكل المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.

انتقادات لاذعة

كما وجه ماكرون انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، ومن يريد «الالتحاق به» ولليسار الذي قرر «الالتحاق باليسار المتطرف» على حد سواء وقال  ماكرون «منذ يوم الأحد الماضي، بدأت الأقنعة تسقط. نحن نشهد معركة بين الذين يعملون من أجل ازدهار أحزابهم والذين ينشطون من أجل ازدهار فرنسا»، قاصدا أحزابا معارضة والائتلاف الرئاسي الذي يحكم البلاد منذ 2017

وحاول ماكرون إبراز «التناقضات» الموجودة بين إريك سيوتي زعيم حزب «الجمهوريون» الذي أعلن عن توقيع اتفاق وجوردان بارديلا رئيس حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف وقال:» كيف يمكن أن يتفاهم إريك سيوتي الذي يدعو إلى تمديد سن التقاعد إلى 65 عاما مع جوردن بارديلا  الذي يسعى إلى تخفيض سن التقاعد إلى 60 أو 62 عاما فقط»أما في معسكر اليسار، حاول الرئيس الفرنسي إبراز نفس التناقضات الموجودة بين الأحزاب التي قررت تكوين تحالفا تحت مسمى «الجبهة الشعبية. واعترف عن غياب حزبه من تقديم الخدمات في الضواحي والقرى البعيدة واهمال الأحداث والقصّر وانتشار البطالة وتابع « كيف يمكن أن يجدوا تفاهمات في حين بعض الأحزاب في هذه الجبهة تساند أوكرانيا وأخرى روسيا». ثم خلص إلى أن تكتل الوسط الذي يتضمن حزب النهضة الذي أسسه ماكرون شخصيا وحزب «آفاق» التابع لإدوار فيليب وحزب «الحركة الديمقراطية» الذي يتزعمه فرانسوا بيرو، هو التكتل الوحيد القادر على إخراج فرنسا  من محنتها الحالية

5 محاور من اجل تحسين الاوضاع المعيشية.

 حتى يتم  الحصول على الاغلبية في الانتخابات التشريعية المقبلة  وضع  الرئيس ماكرون  5 محاور أساسية ستركز الحكومة المقبلة عليها لتحسين أوضاع الفرنسيين ومنع حزب التجمع الوطني المتطرف  الحصول على الأغلبية في الجمعية الوطنية، لأن «الفرنسيين لم يصوتوا لهذا الحزب حبا له، بل بسبب المعاناة التي يشكون منها» وفق الرئيس الفرنسي.

المحور الأول: الحفاظ على قيّم الجمهورية

تشديد الأمن والرقابة ومكافحة الهجرة غير الشرعية والدفاع عن العلمانية وذلك عبر منح إمكانيات أكثر للشرطة وقوات الأمن بشكل عام وللقضاء، واعترف ماكرون أن النظام الفرنسي فيما يتعلق بسياسة الاندماج في قيم الجمهورية قد فشل. لذا «يتطلب فتح حوار شامل وعامل من أجل إصلاحه وذلك عبر محاربة كل أشكال العنصرية وتكافؤ الفرص

المحور الثاني: الحفاظ على البيئة والاقتصاد

كما دعا الحكومة المقبلة إلى الذهاب بعيدا. فلقد اقترح بناء 8 مفاعل نووية جديدة للحصول على الطاقة النظيفة ومساعدة الطبقات الشعبية والفقيرة من تأثيرات وانعكاسات الانتقال البيئي.   

وفي المجال الاقتصادي، دعا ماكرون إلى بذل جهود أكثر من أجل «خلق فرص عمل جديدة بالرغم من أنه تم خلق أكثر من 2 مليون فرصة عمل» حسبه، و»إعادة توطين المصانع في فرنسا وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات ومساعدة المزارعين في عملية الانتقال إلى الزراعة «الخضراء

وفي هذا المحور بالذات، انتقد ماكرون قوى اليمين واليسار المتطرف، وقال إنها لا «تملك أي برنامج اقتصادي و لا بيئي»، مضيفا أنها «ستزيد الشعب الفرنسي فقرا ونقصا» في جميع المجالات. المحور الثالث: تشديد الرقابة على قطاع التربية والأطفال

دعا ماكرون إلى الاستمرار في توفير الإمكانيات المالية لقطاع الصحة والقضاء والتربية ومحاربة الفوارق الاجتماعية التي تطال خاصة الفرنسيين من أصول أجنبية أو أولئك الذين يعيشون في الأرياف الفقيرة والبعيدة من مراكز القرار وفي الأحياء الشعبية.

وقال إنه سيطلب من الحكومة المقبلة في حال فاز تكلته الرئاسي بالانتخابات التشريعية أن تدعم أكثر فئة الأطفال، وذلك عبر الاستجابة إلى مطالبهم الأساسية كتحسين التدريس وتعلم الرياضيات في المدارس، إضافة إلى محاربة الإدمان على الشاشات والهواتف النقالة.

كما كشف ماكرون عن رغبته في منع استخدام الهواتف من طرف الأطفال دون سن ال11 واللوحات الرقمية للذين لا يتجاوز أعمارهم  15 سنة.

المحور الرابع: تحسين ظروف المعيشه

ووعد الرئيس الفرنسي إعادة النظر في سعر الطاقة التي يعاني من ارتفاعه العديد من الفرنسيين، وتقاسم الثروة بشكل عادل فضلا عن مساعدة الشباب على الحصول على شقق بشكل أسهل مقارنة بالوضع الحالي. واعترف ماكرون أنه لم يبذل جهودا أكثر في هذا المجال.

فرنسا قوية

كما أكد بأنه سيساعد المتقاعدين وسيرفع من معاشهم بالتوازي مع التضخم الذي أصاب الاقتصاد الفرنسي

المحور الخامس: الحفاظ على المكانة  الدولية لفرنسا  كما أكد ماكرون أنه يعمل من أجل أن تكون فرنسا قوية على المستوى العالمي والأوروبي، ولكي تصبح قوة عسكرية مستقلة وتحافظ على سياستها المتوازنة في الشرق الاوسط  وفي المناطق الأخرى من العالم. في نهاية المؤتمر الصحفي، أعلن ماكرون أنه مستعد أن يدمج أفكار واقتراحات الأحزاب الأخرى التي تؤمن بالديمقراطية وتريد الانضمام إلى التكتل الرئاسي.

وتساءل: من هو القادر على تسيير فرنسا؟ مجيبا «نحن الوحيدون الذين يملكون برنامج متماسك. نريد توحيد جميع المشاريع وكل الذين يرفضون الأحزاب المتطرفة»، مكررا مرة أخرى أن «الأحزاب المتطرفة سواء كانت من اليمين او من اليسار ستدفع الفرنسيين نحو فقر أكثر وعزلة أكثر.


مشاهدات 298
أضيف 2024/06/15 - 3:53 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 11393 الكلي 9361930
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير