الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإتجاهات السياسية للكرد الفيليين

بواسطة azzaman

الإتجاهات السياسية للكرد الفيليين

عبد الصمد رحمن سلطان

 

المقدمة

لايخفى على المتظلع والحصيف عندما يضع تاريخ هذا المكون المتوج بالتضحيات والمواقف

الخالدة ان يتناسى او ينسى بان المواقف البطولية لا تولد من الفراغ وانما هي نتاج طبيعي  للانتماء الى الحركات والتنظيمات والتيارات السياسية التي وقفت بالضد من النظام البائد واتخذت أسلوب النضال في صفوف الحركات العلمانية منها وأسلوب الجهاد في التنظيمات الإسلامية  بوعي ثاقب وإرادة صلبة تفجر الحاضر وتتمسك بالماضي وتروي المستقبل بدماء الشهداء . لابد ان يقف من يقرأ صفحات الخلود لشهدائنا بانهم الاساطير في عالم التضحية وملائكة السماء في عالم الجهاد والشهادة ..

عندما اردت ان اكتب عن الاتجاهات السياسية لهذا المكون تبادر الى ذهني مجموعة أفكار تتعلق بمراحل التطور السياسي في العراق  ونشأت الدولة العراقية  وكذلك المكونات التي رافقت التاريخ العريق  لهذا المكون والتطلعات وطموحات هذا المكون ضمن السياق العام لسنة الحياة  وكذلك التحديات التي الت  الا ان يكن لهذا المكون منهجا ناصعا به .. 

اتجاهات سياسية     

فالسياق العام يتطلب ان ينصهر ضمن المسار وان يندمج في رسم معالم الفكر والثقافة بروح المواطنة بعيد عن التجاذبات  ولكن عندما تتفحص مرتكزات العقدية والسمات القومية ترى ان لهذا المكون ما يميزها عن الاتجاهات السياسية التي ظهرت في المشهد السياسي العراقي منذ نشأت الدولة العراقية في عام 1924 والى يومنا بحيث انقسم وتبلور في هذا المكون خطان من الفكر والثقافة. الخط الأول متمثل بالاتجاه القومي لهذه الشريحة والتحقت بكل ما تمتلك من مفردات المقاومة والنضال الى صفوف إخوانهم في الأحزاب التي نشأت وقادة المسيرة النضالية في كردستان العراق وهنا لابد الإشارة بان هناك اختلاف في التوجه الديني ولكن روح القومية هي المحرك للالتحاق والتصدي

والتحق بصفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني الف مؤلفة من أبناء هذا المكون وتحت قيادة المرحوم الجنرال ملا مصطفى البرازاني … وتصدى من بينهم قيادة الحزب  الأخ المناضل المرحوم حبيب محمد كريم من أهالي زرباطية. وتولى مناصب عديدة في صفوف الحزب وكذلك في السلطة عندما ارخى النظام البائد الوسادة بإعلان الاتفاق 11 أذار 1972 .. وعندما بادر الأخ المناضل مام جلال الى تأسيس حزب الاتحاد الوطني كان الاخوة  المرحوم عادل مراد والاخ المرحوم جبار فرمان من الأوائل الانضمام الى هذا الحزب جنبا الى الاخوانية في الحزب الديمقراطي الكردستاني لتحقيق الأهداف في بناء دولة كردية في كردستان العراق …..

أما الاتجاه الاخر المتمثل بالعقيدة والمذهب فقد التحق في ركب التيارات الإسلامية التي تشكلت في عام 1957  مجاميع من أبناء هذا المكون بروح التضحية والفداء مع حزب الدعوة الإسلامية وقادو المسيرة الدعوتية دون كلل او ملل وصعدت الاروح الى اعواد المشانق في عام 1979 وتلاها أعوام الجور والظلم حيث قاد النظام العفلقي حملة التسفيرات لابناء هذا المكون ومصادرة أموالهم وحجز الاف من ابناءهم بحجة التبعية لإيران وهي الشماعة التاريخية التي هجر بها الكرد الفيليين في الأزمنة المختلفة  والحكومات التي تعاقبت في حكم العراق … وقد تصدى الكثير منهم قيادة التنظيم السري لحزب الدعوة الإسلامية. في الجامعات العراقية ولم يبوحوا بسر من اسرار هذا التنظيم الحديدي وعجز السجان من ان يستحصل على كلمة. واعطوا دروسا من الصمود والتضحية  لايمكن للتاريخ ولا لابناء الدعوة الإسلامية ان لا تتخذها منهاجا في حياتهم السياسية ……وكذلك مشاركتهم في صفوف منظمة العمل الإسلامي التي نشأت بعد الثورة الإسلامية في ايران عام 1978 آنذاك وما تفجيرات التي حصلت  في جامعة المستنصرية بيد الشهيد المرحوم سمير نور علي ببعيد

أما دور أبناء الكرد الفيليين في المهجر فقد التحق جل وخيرة ابناءه في صفوف حزب الدعوة الإسلامية الذي سعى لتشكيل مجاميع جهادية وادخالهم دورات تدريبية على القتال في معسكرات في جنوب شرق ايران الاهواز معسكر الشهيد غيور باسم جيش الغضب وكذلك مجاميع قتالية في شمال العراق  .. إضافة الى التحاق اخرين في صفوف منظمة العمل الإسلامي والعمل في داخل العراق  ولم يتوقف أبناء هذه الشريحة من النضال ومقارعة النظام العفلقي حيث كان لهم اليد الطولى في بناء فيلق القدس. وفيلق بدر الجهادية وكذلك المجلس الأعلى الإسلامي  بقيادة الشهيد المرحوم السيد اية الله محمد باقر الحكيم رض ..

واستمرت قوافل الشهداء لهذه الشريحة تترى في المعارك التي خاضوها مع إخوانهم الاخرين في جمهورية ايران الإسلامية دفاعا عن بيضة الإسلام امام التجاوزات الظالمة لصدام المقبور على الجمهورية الإسلامية الفتية بشنها حربا استمرت لاكثر من ثمان سنوات  فكان لابناء وشباب هذا المكون  صولات وجولات يدين لها الداني والقاصي  في سجل التضحيات والشهادة والوفاء.      

أما بعد سقوط النظام البائد ودخول القوات متعدد الجنسيات واحتلال العراق من قبل أمريكا  لم يكن للكرد الفيليين بصمة المشاركة باعتبار ان احتلال العراق سيكون  وبالا عليهم  ولذا تحملوا البقاء في المهجر لاكثر أبناء هذا المكون لفقدانهم الوثائق والأوراق الثبوتية وكذلك مصادرة أموالهم وكان السقوط النظام معجزة لهم لا يمكن تصورها … ولكن ثلة من أبناء هذا المكون سارعوا للدخول وبشكل غير رسمي وعن طريق التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لافساح المجال لهم بالدخول من المنافذ الحدودية  مع العراق. اما الاخوة في كردستان العراق فكان لهم سهما بالمشاركة جنبا مع الحزبين الرئيسين  في إقليم كردستان .. سارعت هذه الثلة القليلة من إعادة حقوق المكون  من خلال إعادة ارتباطهم بالاحزاب السياسية السابقة وكذلك مجلس الأعلى الإسلامي  وكان للمرجعية العليا في النجف  الدور الابوي في إعادة حقوق السياسية لهذا المكون  من خلال المطالبة باسناد حقيبة وزارية لهم وقد تصدى لها الدكتور عبدالصمد وزيرا للهجرة والمهجرين سنة 2006 في حكومة السيد نوري المالكي الأولى. وبالطبع هناك مشاركة للاخوة من هذه الشريحة في الحزبين الكرديين في الجمعية الوطنية وكذلك من أبناء هذا المكون الذين لم يطالهم يد الظلم والجور من قبل النظام البائد شاركوا في تولي بعض المناصب الحكومية

المشهد السياسي الحالي

فهناك تشكيلات متعددة تتجاذب بعضها مع البعض دون ان تدرك بان المطلوب في هذه البرهة الزمنية وحدة الصف والتخلي عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية  فهناك لكل جهة سياسية شيعة فصائل من الكرد الفيليين  تشاركهم في استحصال أصوات أبناء هذا المكون وهكذا تبلورت على الساحة نتيجة للقواعد الانتخابية مجموعات متعددة وباسماء وواجهات مختلفه تنحصر في انتماءها  للتشكيلات الشيعية القائمة. وكذلك هناك في الأفق رؤية طموحة تسعى لبناء اطار قادر على توحيد صفوف أبناء هذا المكون. واستحصال حقوقهم. وبلورة الهوية الفيلية  بما تحمل من السمات والصفات  العقدية والقومية ….

  الاتجاه الإسلامي او المذهبي

التحرك العلماني والوطني وكذلك التحركات القومية سبقت ظهور التحرك الإسلامي المتمثل بالاحزاب الإسلامية التي تأسست على اعقاب انتشار الفكر الماركسي وكذلك تبلور فكر الالحاد عند كثير من شباب العراق وعلى هذا الأساس رأت المرجعية الدينية التحرك في تشكيل تنظيم إسلامي قادر على استقطاب الشباب وبالاحرى الحفاظ على كثير من أبناء الشعب من الانتماء الى الأحزاب القومية والماركسية الشيوعية. وظهرت الكتب والمؤلفات والأبحاث الإسلامية التي تناولت الفكر الماركسي بالنقد ومن هذه الكتب اقتصادنا وفلسفتنا للشهيد محمد باقر الصدر .. ولابد ان نشير هنا بان الأحزاب الإسلامية السنية سبقت الأحزاب الإسلامية الشيعية جماعة اخوان المسلمين (الإخوان المسلمون هي حركة إسلامية ُسنية تصف نفسها بأنها «إصلاحية شاملة»، أسسها حسن البنا في مصر في 22 مارس 1928م عقب تخرجه من دار العلوم. - انتشرت تعاليم البنا إلى ما هو أبعد من مصر، حيث أثرت اليوم على مجموعة متنوعة من الحركات الإسلامية من المنظمات الخيرية والدعوية إلى الأحزاب السياسية - وليس جميعها تستخدم نفس الاسم .)

وكذلك حزب التحرير ( حزب إسلامي سياسي لا تؤمن بالوطنية ويعتمد على الفكر في التغير والسعي لانهاض الامة الإسلامية من الانحدار الشديد تأسس على يد الشيخ تقي الدين النبهاني فلسطيني من حيفا عام 1952.

اما في العراق فهناك من انتمى الى هذا الحزب في الأردن الأستاذ محمد هادي السبيتي والشيخ عارف البصري وعندما تبلورت فكرة بناء حزب في اذهان المرجعية وبالأخص السيد الشهيد محمد باقر الصدر ويعتبر المؤسس لحزب الدعوة الإسلامية ..التحق أعضاء من حزب التحرير بهذا التحرك والتنظيم الجديد وتصدوا للقيادة في الحزب بعد فترة وجيزة من تاسيسه ...

يجب ان نذكر هنا بان هناك مجموعة تنظيمية محدودة نشأت في الكرادة الشرقية ذو كثافة شيعية باسم العقائديين بين طلاب الجامعات العراقية بشكل محدود وتحمل اهداف في إرساء الحكم الإسلامي وبناء دولة العدل الإلهي وكذلك في عام 1971 حصل انفصال في حزب الدعوة الإسلامية برئاسة السيد الدكتور سامي البدري باسم جند الامام ونظرا لملاحقته من قبل النظام البائد هاجر الى الكويت وهناك تم التنسيق مع العقائديين وعناصر من شباب المسلم اول تنظيم سري شيعي بين الأوساط الشبابية ومن ابرز الشخصيات في هذا التنظيم الأستاذ اكرم الحكيم وأزهر الجبان ومحمد صادق الحسيني الذي اغتيل في ليبيا .. لابد من توضيح بان هذه التنظيمات بعد فشل عملية اغتيال الأمير جابر الصباح انتقلت الى الجمهورية الإسلامية وكانوا النواة في بناء مكتب العراق ومن ثم المجلس الأعلى الإسلامي في طهران لم يكن الكرد الفيليين بمعزل عن هذه التجربة بل كان لهم السهم الأكبر في نشأت الأحزاب الإسلامية

الانتماء الديني

ظرا للانتماء المذهبي لشريحة الكرد الفيليين لم يتوانو ابدا في الانخراط في صفوف هذه الحركات الإسلامية وتصدوا الى قيادة التنظيمات بين صفوف الطلبة في الجامعات وتقدم جموع من النخب الواعية والمثقفة دماءهم رخيصة في اعلاء كلمة الله والوقوف في جنب المعارضة الإسلامية من النظام العفلقي المجرم حيث استشهد كواكب منهم .. واستلمت العديد من عوائل الكرد الفيليين جثامين ابناءهم الشهداء في المرحلة الأولى للصراع مع النظام البائد حيث كان للقرار الجائر لمجلس قيادة الثورة. اعدام كل من ينتمي الى حزب الدعوة الإسلامية. فكانت الحصيلة استشهاد اعداد غفيرة من المنتمين لحزب الدعوة الإسلامية وهم الشموع التي انارت الطريق وبدمائهم الزكية تحقق الانتصار على الطاغية صدام الاجرام.

ولم يكتفي النظام بالقتل واعتقال أبناء هذا المكون بل لجأ الى تهجير القسري لعوائل هذه الشريحة بعد حجز ما تبقى من ابناءهم والذي تجاوز عددهم 22 الف شاب حجزو ثم

كان مصيرهم المقابر الجماعية ولا تزال هذه العوائل تنتظر اخبارهم دون جدوى ..يعتبر المجلس الأعلى الإسلامي الاطار العام الذي انطوى تحته كل الحركات والأحزاب الإسلامية المعارضة للنظام السابق المتمثل بجماعة العلماء وجماعةالعلماء المجاهدين وحزب الدعوة الإسلامية ومنظمة العمل الإسلامي وجند الامام والعقائديين ووجهات متعددة لهذه الأحزاب وبطبيعة الحال. كان للكرد الفيليين قدم سبق في تشكيلة هذه الأحزاب الإسلامية.

وعندما شن صدام الحرب على الجمهورية الإسلامية وتشكلت الفيالق من الحرس الثوري كان لابناء المعارضة العراقية بمختلف صنوفها الرصيد الأكبر في هذه التشكيلات العسكرية وهنا لابد من الإشارة الى القدرة الفائقة والايمان الراسخ للطلائع الايمانية للكرد الفيليين أبناء المعاناة والمهجر فلم ترى بيتا الى وانظم اكثر

ابناءه في صفوف فيلق قدس. ومن اذرع الجهادية لهذا الفيلق منظمة بدر القتالية في بداية كانت بإدارة الشهيد أبو مهدي المهندس ومن بعده الأستاذ المجاهد ابوحسن هادي العامري. ...... إضافة الى ذلك كانت هناك مجاميع قتالية في شمال العراق من الدعاة وكذلك في الاهوار للقيام باعمال جهادية التي كسرت شوكت الزمر البعثية.

ثم حصلت الانتفاضة الشعبانية والمشاركة الرهيبة لابناء الكرد الفيليين الذين كانوا بانتظار هذا اليوم لاخذ الثأر من العدو الغاشم المتمثل بالبعث واعوانهم الخونة

اما بعد سقوط النظام لم يستطيع أغلبية أبناء هذا المكون من الدخول الى العراق لعدم امتلاكهم الوثائق الرسمية بل قلة استطاعوا ان يلتحقوا بالركب الا ان العوائل التي لم تشملهم التسفير كان لهم رصيدا من المشاركة ضمن الأحزاب الكردية،وبعد تشكيل النظام الجديد ظهرت واجهات متعددة للأحزاب الإسلامية باسم الكرد الفيليين

1- المؤتمر العام للكرد الفيليين

2 -التحالف العراقي للكرد الفيليين.

3-منظمة السلام للكرد الفيليين  

4- الجبهة الفيلية

5- الكتلة الكردية الفيلية الموحدة

الاتجاه القومي

وتمثلت هذا الاتجاه بظهور حركات سياسية تؤمن بالقومية الكردية وتسعى الى تحقيق الأهداف

 المنشودة التي تحقق للكرد دولة كردية مستقلة لها جغرافيتها الثابتة وحدودها التي تتمثل بشعبها الساكن والقاطن لمناطقها .. فظهرت في الاربعينات القرن الماضي حركات تتمثل بالحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة المرحوم الجنرال ملا مصطفى البرازاني والتحق الكرد الفيليين بهذا الركب السياسي وتولوا الفرع الخامس للحزب في المحافظات المتعددة في العراق حيث تشكلت الشبيبات الكردية في المحافظات واسط وبغداد والبصرة وديالى ولقد ابهرت المظاهرات التي خرجت تأييدا لاعلان اتفاقية اذار 1970 و 1972 العدو والصديق...

دمت المجتمعات الكوردية الفيلية كوادر وقيادات سياسية وتنظيمه بارزة للحركة القومية الكوردية والحركة الوطنية والديمقراطية العراقية منذ الحرب العالمية الثانية

وكذلك للتنظيمات السياسية الإسلامية منذ بدايات تشكيلها سواء كانت تنظيمات حزبية أو جماهيرية (التي تسمى ألان منظمات المجتمع المدني) من نساء وطلبة وشبيبة ونقابات وغيرها، إضافة إلى الكوادر والقيادات في صفوف قوات البيشمركه إلى جانب التحاق الكوادر العلمية من أطباء ومهندسين وغيرهم خاصة بعد شن نظام صدام الحرب من جديد في آذار 1974. من بين أبرز القادة الذين قدمهم الكورد الفيلية منذ الأربعينيات المرحوم الدكتور جعفر محمد كريم والمرحوم محمد حسن برزو من مؤسسي الحزب الديمقراطي الكوردي وقبله في حزب رزكاري، ومن بين أبرز من قدمهم الكورد الفيلية للحركة التحررية الكودية – الكوردستانية خلال فترة السبعينيات هم سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومرشح القائد التاريخي الكبير مصطفى البرزاني لمنصب نائب رئيس الجمهورية العراقية (حسب اتفاقية آذار 1970) السيد حبيب محمد كريم، ورئيس اتحاد طلبة كوردستان (وأحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد نكسة 1975)، السيد عادل مراد، ورئيسة اتحاد نساء كوردستان (عضوه مجلس النواب العراقي الحالي عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد) السيدة زكية إسماعيل حقي، وقيادي في اتحاد شبيبة كوردستان (وزير دولة سابق في حكومة إقليم كوردستان – أربيل) السيد يد الله كريم، وكثيرون غيرهم منذ السبعينات ولحد ألآن والذين لا مجال لذكرهم هنا ألآن.

أن اضطهاد الفيليين يعود لكونهم كانوا من المتحكمين في الاقتصاد العراقي، واستخدموا قدراتهم المالية العالية في دعم الحركة التحررية الكردية في كردستان العراق

وهناك محطات تبين بوضوح الالتفاف الوفي لابناء هذا المكون مع قادة المسيرة الكردية حيث قدموا القرابين في هذا الطريق اضافة الى التضحية بالنفس قدموا ما بوسعهم في دعم اخوانهم في كردستان العراق بالمال وارسال المعونات والمواد الغذائية

١_ الاتجاه القومي

عندما فرض الحصار عليهم من قبل النظام البائد. اضافة الى تحركهم على المرجعية العليا في النجف الاشرف في زمن المرحوم المرجع الديني الأعلى السيد محسن الحكيم.لاستحصال الفتوى التاريخية. بحرمت محاربة الكرد وتجلت اسمى صور الإنسانية في هذه الفتوى المباركة ..

كما اعتلى اعواد المشانق لاجل الدفاع عن قوميتهم رجالا ونساءا ومن بين هؤلاء الأخت المناضلة ليلى قاسم شهيدة في طريق التحرر من خانقين دفاعا عن قوميتها

ومواقفها ضد النظام عام ١٩٧٤ ..

وكان للكورد الفيلية دور مشهود في مقاومة انقلاب شباط الأسود عام 1963 وخاصة في شارع الكفاح وحي الأكراد (عگد الأكراد) في بغداد. وكان لهم الدور الرئيسي في الخلايا التي نشطت في بغداد بعد نكسة 1975 والتي قامت بنشاطات سياسية مختلفة وبعمليات مقاومة مسلحة وتصفية للمتعاونين مع النظام السابق ضد بني جلدتهم. وتنبغي

الإشارة أيضا إلى دور الكورد الفيلية البارز ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة المركزية وفي صفوف الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية (الذي شكلوا فيه الأساس والعمود الفقري)•

ويجدر الإشارة هنا الى الدورالجيد للكورد الفيلية في السبعينات في صفوف

• )جمعية الطلبة الأكراد في أوربا )KSSEومشاركتهم في مؤتمراتها السنوية ونشاطاتها المختلفة

وأدوارهم البارزة في صفوف الأحزاب الكوردستانية قبل وخلال وبعد نكسة 1975. .

عدم نسيان ما قام به الكوردية الفيلية المبعدين الذين التجئوا إلي دول أوربا الغربية وغيرها خاصة وقت قصف حلبچة بالأسلحة الكيماوية عام 1988 وخلال فترة الانتفاضة والهجرة الجماعية سنة 1991،

ودورهم في المظاهرات وإقامة خيم الاعتصام السلمية أمام السفارات الأمريكية ومحاولات اقتحام السفارات العراقية، وكشفها كترسانات أسلحة وأوكار تجسس وغدر، والتي تسببت في تعرض العديد من هؤلاء الكورد الفيلية إلى قسوة الشرطة والى التوقيف والاستجواب.

لقد كان دورهم دور رأس الرمح والاقتحام والتضحية في المهجر كما كان في الوطن دفاعا عن شعبهم الكوردي في أوقات الشدة والضيق، ولم ينسوا شعبهم رغم معاناتهم الكبيرة بعد إبعادهم ألقسري وتجريدهم من كل شيء.

تم اضطهاد ومعاقبة الكورد الفيلية في ظل النظام السابق بسبب هويتهم القومية وقوة مركزهم التجاري-الاقتصادي القوي ودورهم الفعال في صفوف فصائل المعارضة الكوردية والعراقية وانتمائهم المذهبي.

أما بعد سقوط النظام فمعاناتهم هي بسبب الهوية القومية والانتماء المذهبي وشكوك تساور بعض المتشككين بمدى غلبة أي منهما على الآخر عند الكورد الفيلية (الأمر الذي نسمعه وبإلحاح من أشقائنا الكورد وليس من خصومنا أو أعدائنا) وعدم يقين لدى هذا البعض عن ولاءات الكورد الفيلية، شكوك لا مبرر لها ولا محل لها من الإعراب السياسي إذ يوجد في صفوف الكورد الفيلية َمن هو قومي ومن هو إسلامي وعلماني وشيوعي وغير منتمي، كما هو الحال في صفوف الكوردستانيين والعراقيين جميعا. ولماذا يجب أن يكون الكورد الفيلية من انتماء واحد؟.

لم تنجح النخب الكوردية الفيلية في إيجاد توازن بين عاطفة الولاء ومشاعر الوفاء من جهة والواقعية والبراغماتية لصالح شريحتهم من جهة أخرى.

الواقعية والبراغماتية لا تضحي بالعواطف والمشاعر ولكنها لا تهمل الواقع الملموس وهي تؤدي إلى تحقيق نتائج، وهذا ما يريده الكورد الفيلية ونخبهم.

كما لم تتوفق هذه النخب في التمييز بين مسألة الولاء القومي ( للقومية والشعب والوطن) ومسألة الولاء السياسي (للقيادات الحزبية السياسية) والفرق واضح وجل ّي بين المسألتين. هناك أحزاب كوردية وكوردستانية عديد، شيوعية وإسلامية ومناطقية

وشرائحية (تمثل شريحة معينة من شرائح الشعب الكوردي – الايزيدية مثلا) ممثلة في

البرلمان الكوردستاني وولائها القومي هو للكورد وكوردستان ولكن ولائها السياسي هو

لقياداتها وليس للقيادات القومية ولا

نسمع بأحد يشكك في إخلاصها لقوميتها أو لوطنيتها أو يدعي أنها ش ّق للصفوف

لابد للإشارة بجد وبدون تردد ان القيادات الكردية في إقليم كردستان اتخذت مفهوم الولاء المطلق لكردستان كدولة لها حدودها وشعارها ومؤسساتها ولهذا بدأ مفهوم الوطنية والطاعة والولاء لمفهوم الوطن ولذلك الشرائح الأخرى التي تنتمي قوميا بدأت تعيش حالة الريبة والشك فيما ستأول اليها مصيرهم القومي ان عاشوا خارج حدود

الإقليم ..

من الجدير بالذكر هناك واجهات متعددة للانتماء القومي والتوجه القومي لهذه الشريحة ضمن الحزبين او خارجهما على سبيل المثال لا الحصر

البيت الفيلي تشكلت هذه الواجهة قبيل المؤتمر الأول للابادة الجماعية في أربيل

الاتحاد الديمقراطي للكرد الفيليين منذ السقوط النظام كتبت مجموعة مقالات تتناول القضية الفيلية وسعى الاتحاد من خلال خطابه الى توحيد الصف للقوى والنخب

الكردية الفيلية في اطار موحد وخطاب موحد لنيل الحقوق ورسم خارطة الطريق للمستقبل وكان الاتجاه القومي هي الصفة الغالبة على تحركه...

هناك نخب فيلية لا تزال تنتمي وبدون انقطاع مع الپارتي من جهة وكذلك اليكتي من جهة أخرى. وفي الآونة الأخيرة تولى شيخ ازاد مسؤولية الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني وهناك مستشار للكرد الفيليين للرئيس مسعود بارزاني حفظه الله الأستاذ علي الفيلي لمتابعة مشاكل ومعاناة الكرد الفيليين. وبالتنسيق مع الفرع الخامس للحزب

اما الاتحاد الوطني يكتي فهناك نخب ممتازة بين صفوف وأعضاء الحزب ولهم دورا لوضع السبل لمعالجة مشاكل الكرد الفيليين تتولى مسؤولية مكتب الحزب في بغداد منذ سنوات الدكتورة رابحة وقبلها الأستاذ سعدون الفيلي مستشار رئيس الجمهورية

المرحوم مام جلال ...

التوصيات.

نؤكد بشدة على أن ترتيب البيت الكوردي الفيلي ووحدة الصف الكوردي الفيلي هو

مفتاح النجاح لتحقيق الأهداف والتطلعات المشروعة المشتركة ولنيل الدعم السياسي والمعنوي لقضايانا الأساسية. وترتيب هذا البيت يبدأ بتنسيق المواقف والعمل من أجل الوصول إلى صيغ مشتركة بين النخب الكوردية الفيلية والاعتماد على الواجهات السياسية المختلفة لرسم خارطة طريق موحدة . .

لذا يتطلب منا في هذه المرحلة الحساسة بذل الجهود في توحيد الصف لان في الوحدة انتصار وفي التفرقة ذوبان وانصهار .. ولتكن هناك واجهات متعددة ولكن ضمن

الخطاب السياسي الواحد لتحقيق الأهداف والطموحات ونيل الحقوق والعيش بسلام ...

إذا أرادت فعلا تحقيق النجاح في رفع المظلومية المتراكمة عن شريحتها وفي استعادة الحقوق المهضومة والممتلكات المنهوبة والوثائق المصادرة وحماية المصالح وتحقيق المكاسب لشريحتها وتثبيت وضعها الدستوري والقانوني (ألآن وفي المستقبل)، وعلى

رأسها تحقيق تواجد فعلي لها في الأروقة البرلمانية وفي المحافل السياسية الكردية والعراقية والدولية. لا يمكن لنخبنا أن تحقق أية أهداف عامة مشتركة لشريحتها دون أن ترتب البيت الفيلي ودون أن توحد كلمتها وخطابها المشترك ودون أن توجد القيادة المشتركة المتضامنة والمتوافقة والمتجانسة (المرجعية السياسية) المقبولة من قبل أكثرية شريحتها، الأغلبية الصامتة، بعد أن تأخذ مسؤولية شؤون شريحتها على عاتقها

وبعد أن تخلّص نفسها من ظاهرة «الاتكالية….

 

الدكتور عبدالصمد  رحمن  السلطان

وزير الهجرة والمهجرين الاسبق


مشاهدات 349
الكاتب عبد الصمد رحمن سلطان
أضيف 2024/06/01 - 12:31 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 279 الشهر 11403 الكلي 9361940
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير