الابعاد السياسية والاقتصادية لزيارة بوتين الى بيونغ يانغ
حاكم محسن محمد الر بيعي
قام الرئيس الروسي بوتن بزيارة الى كوريا الشمالية حيث وصل الى العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ الثلاثاء الماضي, وكان في استقباله الرئيس الكوري الشمالي , حيث حظي بترحاب الرئيس والشعب الكوري الشمالي ,وبالتأكيد واشنطن و العواصم الغربية تنظر الى هذه الزيارة بقلق بالغ و ستزيد هذه الزيارة قلق هذه المنظومة التي تحاول تفريق حلفاء روسيا دائما , البلدين كليهما يواجهان عقوبات من امريكا والغرب وكوريا الشمالية محاطة بتكتل معادي , وهذا التكتل طوع امريكا والغرب فاليابان وكوريا الجنوبية ليس على وفاق تام مع بيونغ يانغ , وتاريخيا هناك علاقات تاريخية بين البلدين حيث ساعد الاتحاد السوفيتي كوريا الشمالية اثناء الحرب العالمية الثانية وفي الحرب الكورية ايضا , فالبلدين العلاقة بينهما ليست وليدة اليوم , والمثير في هذه الزيارة التي يركز برنامجها على التعاون بين البلدين النوويين على مواجهة التحديات العالمية والاقليمية ,والتعاون في مجال الطاقة والاقتصاد , كما يمكن تحسين القدرات النووية لكوريا الشمالية بمساعدة روسية تكنلوجيا , وتتخوف واشنطن من اتفاق يتحول الى شراكة استراتيجية, حيث عبر مسؤول في البيت الابيض عن القلق الامريكي بانه لا يقتصر على الصواريخ البالستيه الكورية الشمالية التي تستخدم في الحرب مع اوكرانيا والقول للمسؤول الامريكي ,علما ان هذه الصواريخ صناعة روسية,بل ايضا هناك قلق من ان تتحول العلاقة الى شراكة استراتيجية من شانها خلق وضع غير مستقر في شبة الجزيرة الكورية , واعلنت كوريا الجنوبية بانها تراقب الوضع عن كثب في شبة الجزيرة , وعبرت صحيفة الانديبندت البريطانية عن مخاوف دولية من التعاون العسكري بين الدولتين , وعبرت ال CNN عن مخاوف تعزيز الشراكة بين الدولتين أما نيويورك تايمز فقد استعرضت علاقات البلدين أيام الحرب الباردة وفتورها بعد التسعينات وعودة قوتها قبل سنتين , كل ذلك قلق من العلاقات بين الدولتين التي يختلف معهما كل من امريكا والغرب في الافكار والسياسات والتعامل مع الاخر , فأ مريكا احتلت افغانستان والعراق ودمرت البلدين , وفككت يوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا وتدخلت في سوريا ومازالت قواتها تنهب النفط السوري ,كما ساهمت في دمار ليبيا واليمن وتساهم في دمار غزة ورفح بدعمها سياسيا وماليا وعسكريا للكيان الصهيوني اللقيط , الذي يستمر في قتل شعب أعزل بدعم غربي , هكذا هم الامريكان والاوربيين , بالمقابل , هل غزت روسيا بلدا معين واذا أريد ذكر التدخل السوفيتي قي افغانستان كان ذلك بناء على طلب الحكومة الافغانية برئاسة السيد محمد نور تراقي في حينه , وهل غزت كوريا الشمالية أو اعتدت على دولة ما , ان الامريكان والاوربيين هم دائما مصدر المشكلات بين الدول وتأجيج الصراعات , بحيث لا يهدئ بال الامريكان والاوربيين من التعاون والدعوة الى السلام العالمي والتأخي بين الدول , ولذك عبرت وتعبر هذه الاطراف عن تخوف من التعاون الروسي- الكوري الشمالي , وجدير بالإشارة ان الرئيس الروسي صدق على مسودة اتفاق للشراكة الاستراتيجية الشاملة مع كوريا الشمالية , والتي سيتم توقيعها مع الرئيس الكوري الشمالي , وخولت وزارة الخارجية الروسية لا جراء تعديلات في الاتفاقية على ان لاتمس الامور الجوهرية للاتفاقية وهي تشمل مجال السياسة الدولية والقضايا الاقتصادية الى جانب الامور الامنية .