الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسائل السوداني للكرد ودول الجوار عبر طريق التنمية

بواسطة azzaman

رسائل السوداني للكرد ودول الجوار عبر طريق التنمية

امجد طليع

 

اقتراب تحقيق حلم طريق التنمية ويصبح حقيقة ملموسة لا يختلف اثنان على انه مفخرة ومبعث للاعتزاز، ونفخر ايضا ونحن نتابع خطوات الحكومة التي تعكس جديتها لانجاز هذا المشروع المحوري الدولي، وما يزيدنا ثقة بتحول هذا المشروع الى واقع على الارض ويجعل من العراق قناة ربط تجارية دولية ستراتيجية هو اهتمام دول الجوار الجاد ومضيها بتوقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم الخاصة بطريق التنمية واخرها المذكرة الرباعية الموقعة في بغداد بمشاركة العراق والامارات وقطر وتركيا، وبحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان فضلا عن وزراء معنيين من قطر والامارات، وهو امر مشجع للعراق رسميا وجماهيريا للسير قدما في مشروعهم المرتقب والكفيل بنقل الاقتصاد العراقي من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج يعتمد العوائد الاستثمارية الثابتة ويسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة ويحولها من مستهلكة الى مصدرة، كما ان طريق التنمية كفيل بتوفير الالاف من فرص العمل واحياء المناطق الريفية والصحراوية والحضرية التي يمر بها، وهذا بدوره يعطي عوائد تنعكس على جوانب حياتية اخرى منها زيادة المساحات الخضراء واعادة الحياة الى مناطق تصحرت كونه يشجع على الهجرة المعاكسة من المدينة الى الريف، ويفعل المشاريع المرافقة من حقول دواجن ومعامل البان وزيادة في المحاصيل المختلفة، فضلا عن تاثيراته الثقافية من خلال تحول العديد من مناطق العراق وعلى طول مسافة الطريق الى مقصد للسواح والزائرين الذين يودون الاقتراب اكثر من ثقافتنا والتعرف على عادات وتقاليد ومعالم بلادنا التي ظلت عرضة للاهمال طوال سنوات الحروب والعقوبات الاقتصادية ان كانت العتبات المقدسة او المواقع الاثارية او الاهوار وبحر النجف، فضلا عن ذلك فان مشروع من هذا النوع سيسهم بشكل فعال في تطوير البنى التحتية الخدمية والتعليمية والصحية لاحياء ومدن تعاني نقصا في الخدمات، وغيرها الكثير من العوائد والامتيازات التي يمكن ان ترافق انجاز طريق التنمية لا يسمح الوقت بذكرها او ذكر اسبابها كون اهل الاختصاص من الاقتصاديين يعرفون جيدا كيف تصنع فرص العمل.

فحوصات التربة

ما تقدم يفرض على الحكومة الاسراع في الاعداد لمشروع التنمية سواء ما يتعلق بفحوصات التربة وخرائط المرور وغيرها من الامور والشروع بعملية البناء، على امل ان تشارك شركات عالمية في عملية الانجاز، الامر الذي يجعل العراق مقصدا استثماريا موثوق يتقدم في التصنيفات الاقتصادية العالمية، وان تحصل على الاولوية شركات دول الجوار الداعمة والساندة لانجاز المشروع في الاحالات، ما يجعل هذه دول شريك اصيل في النجاحات المتوقع تحقيقها لهذا الممر الدولي الجاف الذي ستنتفع منه القارات في الجهات الاربع.

والمنصف لابد ان يحفظ لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني دوره في ان يصل طريق التنمية الى هذا الحجم من الاهتمام والرعاية المحلية والاقليمية والدولية، حيث تصل الى مسامعنا ان الكثير من دول الغرب تترقب انجازه لما يدره عليها من فائدة.

فسعي السوداني المتواصل لنقل طريق التنمية من الورق الى ارض الواقع وكانه يوصل رسائل سياسية يحملها طريق التنمية الى الداخل والخارج،

رسائل الداخل معظمها تخص الشركاء في البلد من سياسيي وجماهير اقليم كردستان من اجل المساهمة الايجابية الفعالة لانجاز وانجاح طريق التنمية الذي سيكون وسيلة لحلحلة كل المتعلقات السياسية بين بغداد واربيل وسيكون الاداة لتصفير كل الخلافات والمشكلات ان كانت سياسية او قانونية او دستورية.

اما الرسائل الخارجية فخاطب بها دول الاقليم ويذكرها باهمية هذا المشروع وما يمكن ان يسهم فيه على المستوى السياسي خصوصا وان المنطقة منذ عقود تعيش حالة من توالد الازمات واستمرار التوتر ولعل اخرها ما تتعرض له غزة من عدوان اسرائيلي فشلت مختلف الجهود في وضع حد له وانهاء معاناة المدنيين، والقى بظلاله على مختلف دول المنطقة من اثار سلبية عطلت الخطط التنموية والمشاريع الاستثمارية، ومشروع مثل طريق التنمية في العراق نتوقع ان يكون وسيلة لتقارب دول الجوار بشكل اكبر لما يمثله من منفعة مشتركة لبلداننا العربية وتركيا وايران ربما حتى باكستان وما بعدها بسبب ما تشير له دراسات الجدوى الاقتصادية في اختصار الوقت والتكاليف في نقل البضائع ما بين القارتين اسيا.

 


مشاهدات 379
الكاتب امجد طليع
أضيف 2024/06/05 - 11:03 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 11:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير