المؤسسات الفنية والأدبية تركض حافية
حامد المجمعي
تجنبت كثيرا ان اكتب المقالات وان انتقد الكثير من الحالات التي اشاهدها خوفا من السب لأهلنا و اتهامنا بأننا طائفيين لان اليوم ابسط مايكون للناس ان تصيغ حولك الأكاذيب ويصدقهم الجاهل والامي والمثقف الموجة بالريموت … فلا الاعلام اعلام ولا الفن فن ولا الأدب أدب ولا الاخلاق اخلاق وكل شيء ذهب أدراج الرياح ..لذلك حاولت الابتعاد عن الوسط احتراما لنصح بعض الاصدقاء المحبين لي بنصحي عن الابتعاد لان الكلام لايجدي و لا يغير شيء ولا هناك من يقرأ ماتكتب من مقالات طويلة رغم وصول مقالاتي ونشرها في صحف عالمية مرموقة واذاعة قصائدي في اذاعات اجنبية وعالمية والاعتراف الدولي وإظهار صورتي مع كتاب وأسماء عالميين الا انني بقيت صامتا عما يدور في بلدي من مأساة وانحدار للثقافة بكل أشكالها الفنية والادبية والاخلاقية التي تعودنا عليها.. المؤسسات اليوم اغلبها ان لم اجزم كلها اصبحت تركض حافية القدمين خلف الجهل المتتلئ بالمال وهذا سبب المصيبة التي جعلتني ان اكتب بكل ألم وحزن عما يدور في الوسط الذي يدعي الثقافة وهو بلا ثقافة ….
نعم هناك ادباء ومثقفين وكتاب وفنانين كبار في الساحة ولكن مع الأسف لم يعطى لهم الدور الكبير في التأثير على المجتمع الذي نعيش فيه فالكثير أصبح يركض خلف المال كي يسد رمق جوعه الذي يشعر به رغم الإشباع الثقافي الذي يمتلكه و هناك الكثير من الفنانين والكتاب احترم مهنته واسمه وأصبح يجلس في بيته محافظا على ارثه العريق وهناك من قدم الجميل والهادف ولكن دون جدوى ..اليوم الفن والأدب أصبح بيدي من تحقن السيليكون في مقدمتها ومؤخرتها بل أصبحن هن من يسيطرن على الواقع المر الذي يعيشه الوسط بكل تقلباته ..فكل من لها خلفية بارزة تأتي لتقدم منتجها وهنا تبدأ المأساة في التطبيل لها واستمالتها الى فروع الهاوية القذرة لتجدها بين يوم وليلة تركب احدث الموديلات من السيارات الفاخرة ونجد المؤسسة التي تنتمي لها عاجزة أمام ايقافها او حتى الهمس لها او التلميح كفى فلا الفنان فنان والا الممثل ممثل ..لا اعرف ما سر أمراة تطلب من مريدها حبل من ذهب يعادل 25 مليون دينار لتنشر عليه غسيلها ولا اعرف ماذا فعلت الاخرى لتكرم بسيارة جي كلاس وبيت في افخم المناطق مع منحها جواز دبلوماسي ...كل هذا يحدث امام انظار شعب يبحث عن لقمة ليعش بكرامة وهو يشاهد كرامته في الحضيض.. مايحصل اليوم ليس الا استنقاص من ثقافة هذا الشعب كأنما هم لا بل متعمدين ان يخرجونا بلهاء اغبياء أمام العالم لا نفهم غير لغة الجنس المتخم بالسيليكون وأن نكرم مالا يستحق في مهرجانات بدروع لا تساوي قيمة لدى من ليس له قيمة لنفسه حتى المهرجانات اليوم أصبحت لا تقام إلا للفنشستات لتكريمهن اكراما لراعي المهرجان وهو سارق قذر لامحال...
لكن علينا ان نقول للجهل والاستخفاف بالعقول كفى ..فنحن بلد الفن والأدب والعلم ولايصح الا الصحيح وما اريد ان اقوله لكل المؤسسات ذات التاريخ الطويل ان تحترم نفسها قبل فوات الأوان وأن لا يكون عازف الايقاع صحفيا والتشكيلي ممثلا والا الشاعر مغنيا ولا المطرب راقصا وان لا تكرم الفنشستات كلا حسب حجم خلفيتها وعطائها الثر لاصحاب الفخامة والسيادة...دمت احبة.