خوف سائل على خشبة روسية

ثلاث نساء يشاركن الماعز جزيرتهن بعمل يعتمد المسرح الواقعي

بغداد - ياسين ياس

ضمن فعاليات مهرجان قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة للبنات،الدراسة الصباحية تم عرض مسرحية (جزيرة الماعز ) للكاتب الايطالي(اوغو بتي)اعداد وإخراج شمس ابراهيم، والتي تحدثت عن المسرحية قائلة (ثلاث نساء في عزلتهن الاختيارية ، الزوجة التي هجرها زوجها ،واخت الزوج والابنة اخترن العيش في جزيرة منعزله لاشيء فيها سوى قطيع من الماعز، ياكل كل شيء أخضر في الجزيرة ،هكذا تمضي المسرحية في جزيرة الماعز التي كتبها الايطالي،اغو متي، حين كانت إيطاليا تعاني آثار الحرب العالمية الثانية)واضافت(هذا النص إلى أعماق النفس البشرية حيثما صراع، الفضيلة ءوالخطيئة ،الصواب، والخطا،الحب والرغبة،و شخصيات تعيش فراغا،وعطشا داخليا، تنتظر لحظة حب،اوامل، او حرية،كذلك نص المسرحية يؤكد ان الانسان واحد في كيانه اينما وجد وهو في حالة بحث دايم عن نفسه).

وعن المسرحية ودورها فيه تحدثت الممثلة ليلى الطائي قائلة (دوري في المسرحية (اجاثا) تلك الفتاة التي خلت حياتها من الرجال،بعد ان هجرها الزوج منغمسا في علاقاته وملذاته الاخرى،دون أن يصون.تحديها للجميع والزواج منه.وانفاق اموالها،على شراء الارض والماعز، بعد ان اتهمها بالبرود، وجفاف المشاعر وعدم صلاحيتها للرجل،مما جرح كرامتها فاغلقت بابها ونذرت حياتها للارض الماعز،وتدبير معيشة الاسرة).

عن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي لقتعلي حمدان قائلا(مخرج العرض كان موفقا في اختيار ممثليه والمسرحية تتحدث عن ثلاث نساء شاحبات بعد رحيل الرجال، نتلمس ذلك الشحوب في ثيابهن وحركاتهن واصواتهن،تزامنت بايقاع جرس الماعز الذي ربط إلى سواعدهن) .

عرض تشكيلي

واضاف (اللوحة التشكيلية كانت حاضرة في المسرحية من خلال عرض تشكيلي يستوحي نفسه، من خلال مرجعية جمالية،ايقونتها الجسد البشري الذي يضفي بعض السكون ليسمح ببرود الحركة،العمل يشبه قراءة الاعماق او اثارة عواطف المتلقي) واكد(المسرحية مكتوبة بأسلوب ،اوغو بتي،الكاتب الايطالي،تتشابه اجوائها مع أعمال  لوركا،مما يقربها نوعا ما إلى مسرحنا العربي،من حيث الانفعالات،ومسرحية جزيرة الماعز، تعود بنا إلى المسرح الواقعي الذي يحمل الهموم،والمشاعر الانسانية الخالدة).

واكد حمدان (أبرز ماطالعني في المسرحية هو السينوغرافيا التي عنونت المسرحية قبل بدايتها،كون المخرجة حملت المسرحية اثقالا جديدة فأصبحت ثقيلة الأجواء بالنسبة الى الجمهور، جميل في مسرحية ،جزيرة الماعزان نعود إلى المسرح الواقعي الذي يحمل جميع الهموم، والمشاعر الانسانية، صحيح في النص مواقف تحمل صمتا، معبرا وموجعا،بين الشخصيات،لكن الصمت لدى المخرجة كان صمتا موجعا.و في النهاية اختارت المخرجة شمس ابراهيم،مقطوعات موسيقية عالمية تناسب أجواء المسرحية المشحونة والمتوترة التي يدور بها العرض المسرحي).

*الى ذلك شارك العمل المسرحي العراقي ر خوف سائل في مهرجان المسرح الدولي  بريانتسيف في دورته 25 الذي اقيم  في مدينة سانت بطرسبرغ  الروسية والعمل من انتاج دائرة السينما والمسرح/ الفرقة الوطنية للتمثيل. وتتحدث المسرحية عن الخوف من الحرب، الخوف من الدكتاتورية، الخوف من الإرهاب ومن الموت القهري وكل أنواع الخوف التي تعرض لها الفرد. ومن خلال خوف سائل تتبع أبطال العمل هذا الخوف والعنف والعمل على استقصاء أهدافه وادواته التي امتلأت بها مفاصل المجتمع. وهي من اخراج صميم حسب الله، تأليف حيدر جمعة، سينوغرافيا علي محمود السوداني ، بطولة يحيى ابراهيم، رضاب احمد، بهاء خيون، هشام جواد، احمد سلمان.