فاتح عبد السلام
سلسلة الهجمات المتتابعة ضد مطاعم أمريكية في بغداد، لم تأت من فراغ. يقف وراءها الذين يريدون إعادة عقرب العلاقات الدولية للعراق مع واشنطن الى مربع الاستهداف والقلق والشك والخلل الأمني. هناك “جهة منظمة” تدرك ما تخطط له وما تعمل من اجله، واية رسالة تريد أن ترسل. وهذه الجهات لا نستغرب وجودها لأنها تعلم انه في أسوأ الحالات ان يجري اكتشافها وعند ذلك لن يحدث شيء سوى توقيف عدد من الافراد المنفذين الجاهلين لأسباب الهجمات كونهم أدوات طيّعة كسواهم بيد التنظيمات السرية ومعظمها ذات دفع خارجي.
لا نستغرب انّ الجهات المنفذة لا تخشى انكشاف أمرها، إذ لها في ظل “الوضع العراقي المعروف» ما تسوقه لتبرير ما تفعله تحت عناوين المقاومة الإسلامية او سوى ذلك. كما انّ التجارب السابقة تعطي مزيداً من الأمان لهذه التنظيمات والأدوات العاملة في الظل لكي تستمر بثقة في تنفيذ أي مخطط تقوم جهة اكبر منها لدفعها اليه، بعد ان جرى التهاون مع مَن جرى الإمساك به متلبسا في اغتيال شخصية وطنية مثل «هشام الهاشمي» والتستر على الدوافع والجهات التي تقف وراء الجريمة، وربما اطلاق سراح المجرم واعتباره من» المظلومين»
هناك تراخ أمني في البلد يستند الى وضع سياسي ذي صبغة واحدة يسيطر على الحكم في مفاصله وهوامشه العاملة، كما اثبتت التجارب انَّ هناك ضعفاً يصل الى عدم المسؤولية من قبل بقية الشركاء السياسيين على اعتبار انّ الكرة في ملعب الحاكم، في حين انَّ الجهات الأمنية تعاني من استرخاء في ظل استقرار سياسي نسبي.
القضية لا تحتاج فقط الى حزم مع الجهات الأمنية في عمليات القواطع التي وقعت فيها الهجمات، فالعقوبات سوف تنسى بعد شهر كما هو حال مدتها ، لكن استئصال تلك الخلايا العاملة ضد الامن الوطني هو الهدف الوحيد الذي يجب ان لا تتهاون به اية جهة استنادا الى عوامل داخلية او خارجية.
هناك يقين في انّ الأجهزة الأمنية العراقية لها من تراكم الخبرات والتجذر في العلاقات والانتشار ما تستطيع من خلاله تشخيص منابع تلك الهجمات ودوافعها ومن يقف وراءها، وان المسألة سيعاد تدويرها سياسيا وسوف تطوى ، لتعاد وتنشر مجددا بشكل هجمات اكثر عنفاً وتأثيراً في توقيتات جديدة وغير محسوبة.
هذه الهجمات لا تعني ابداً انّ الامن العراقي في حالة ضعف.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية