المخدّرات آفة العصر
نوفل الراوي
القاصي والداني .. كما الأعمى والبصير يعلم علم اليقين أن المخدرات أصبحت واحدة من أقسى التحديات التي تفرض نفسها على أجهزة الدولة على اختلاف تخصصاتها الأمنية والصحية والاجتماعية وغير ذلك .. والمشكلة الأكبر أن الأجهزة المعنية منشغلة إلى حد الإجهاد في مناقشة النتائج التي أوصلتنا إلى هذه المحطة ؛ وقلما تجد شخصا ما أو جهة ما يعنيها الأمر تكلف نفسها في الغوص في أسباب تنامي مشكلة افة العصر و أعني بها افة المخدرات ، والعمل الجاد نحو تجفيف منابع المخدرات كما نجحت ذات الأجهزة من قبل في تجفيف منابع الإرهاب حين تضافرت الجهود وعمل الجميع خلية واحدة أفضت إلى طي صفحة الإرهاب و غلق هذا الملف الذي كلف الكثير .. نحن نطالب بذات الوقفة نقفها معا في وجه من تسول له نفسه الاتجار بالمواد المخدرة ، وغزو السوق المحلية بهذه السموم التي تقتل مواطنينا من أجل أن تتعاظم ثروته على حسابنا .. جامعاتنا .. وكلياتنا والأجهزة الأمنية والصحية كما قلت منشغلة في إقامة الندوات التوعوية والإرشادية التي تحذر من مخاطر المخدرات لدرجة أصبحنا نتابع أكثر من ندوة تتصدى لهذا الجانب خلال الأسبوع الواحد .. شخصيا حضرت أكثر من ندويتين و اقيمتا في رحاب جامعة الموصل تبنتا الجانب التوعوي والتحذيري من مخاطر المخدرات ، وهذا الجهد تشكر عليه و لا سيما انه يتم بمباركة أو بتوجيه من مرجعها الام وهي وزارة التعليم العالي ...؛ إلا أنني ما زلت أرى أن تجفيف المنابع أهم من النظر في النتائج و إلا كيف نفسر ازدياد معدلات المتعاطين بين فئتي الشباب والمراهقين على الرغم من اللقاءات المستمرة ، و المحاضرات المباشرة التي تقوم بها كوادر الصحة و الأجهزة الأمنية والقضائية والمؤسسات التعليمية و الدينية .. تساؤلات لا تحتاج إلى وقت طويل كي نجيب عليها .. المشكلة تكمن في نقاط محددة أبرزها اننا لا نملك إرادة صلبة في معالجة مشكلة تنامي الاتجار بالمخدرات .. نحن بأمس الحاجة لمادة قانونية رادعة من شأنها أن تكف ايدي المتاجرين بحياة الناس ، وإلا سوف نبقى نراوح في أماكننا ، و سوف نبقى ( نحور ) مشافينا الصحية و نحولها إلى مصحات عقلية لمعالجة المدمنين و إقناعهم العدول عن إدمانهم والكف عن تعاطي المخدرات .. ولا أحد يمكنه كم مصح نحتاج كي نستوعب أعداد المدمنين القابل للزيادة كل يوم طالما بقي الحال عليه .. تراجع في الحياة الاقتصادية و البطالة والمشاكل اليومية التي تفضي إلى المخدرات التي تقدم لمن يطلبها دون عناء .