كلمات على ضفاف الحدث
الشباب وظاهرة المخدّرات
عبد اللـه عباس
اذا لم يستطيع العلمانيين في خمسينات القرن الماضي ( بيمينهم ويسارهم – حيث ظهر نشاط اليساريين اول مرة في العراق نهاية الثلاثينيات و اعلن ظهور التيار الشيوعي المنظم في الاربعينيات ) لم يستطيعوا هدم القواعدالعشائرية والاسرية الاقطاعية والمد الديني بشكله المشوه (وليست الرساله التي نزلت على النبي محمد وهي رساله للانسانيه وبناء الحضاره ) ولم يستطيعوا نشر التوعية النوعية بين الناس لايصاله الى الحد الادنى مما وصلت اليه المجتمعات الاوروبية الا في بعض مظاهرهه الخداعه.
يظهر وبوضوح ‘ ان جيل نهاية القرن العشرين و بدايات الالفية الثالثه وبعد مرور 24 عام منه ‘ يظهر أن العلمانيين (تربية فيسبوك ) وتويتر (وفروعها واخواتها بشكل سميت العنكبوتيه ) حيث كلها مستلزمات جامدة خاليه من كل المعاني الروحية رغم انهم سخروا كل الوسائل الاعلامية العملاقة تحت عنوان (الاعلام الحر ...!) الناشطين فقط بالنفاق والكلام البراق الغريبة عن اخلاقيات المجتمع الشرقي و العالم الاسلامي على وجه الخصوص ‘جهدهم لم يثمر شيء الا التفكك الاجتماعي و ظهورالارهاب ( وهم لا يستحون من انفسهم يستعملون مصطلح – قيادة مكافحة الارهاب لامريكا – وهي اكبر عدو لاستقرار العالم ‘ وهم يعرفون أن كل الارهاب المنظم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من صنيعتهم ‘ وحيث يدعي الغول الامريكي انه يحارب الرجعية و العشائرية والتخلف و يزرعون الفكر المؤمن بحرية الرأي والرأي الاخر ‘ وبذلك يخدعون الشباب (نص ردن كما يقول العراقيين ) أضف اليهم تجار السياسيه من مهربي النفط والمخدرات وهم ارفع صوت الان في العراق ينشرون الفساد والطائفية و المحاصصة وتحت عنوان ايضا محارية الارهاب .
من يلاحظ بعين المراقب ‘ يشعر بوضوح ان مايسمى باعلام العصر عموما و الموجه للعالم الاسلامي ( وليس المبالغة بالقول أن العراق في المقدمة ) القصد منه تشوية رسالة الاسلام ( نؤكد رسالة الاسلام الانسانية والحضارية ) وليس مستغلين الرسالة لتعمق تشتت الشرق و الاسلام وأضعاف محتوى الرسالة ‘ وهم ينشرون بشكل مركز ومؤثر في مايسمى ب( وسائل التواصل الاجتماعي ) مايؤدي الى نسيان كل معاني الانتماء للارض والوطن و رسالة الدين و الاسلام في المقدمة .
شاهدت قبل فترة لقاءً تلفزيونياً مع شخص ذي شعر ابيض رغم ان مقدم البرنامج قدمه كاحد الشباب العصريين تحدث بشكل غريب ان عالم العلمانيين و وجه دعوات اغرب لجيل الالفية الثالثه ‘ رجل انتقد احزاب السلطة لانها لاتهتم بمستقبل الشباب ‘ عند هذا الكلام توقعت انه يخوض البحث حول تقصير السلطة تجاه الشباب ‘ فمثلا لم ينتقد السلطة لانها فتحت عشرات الجامعات حتى في الاقضية وبعد تخرج العشرات من الشباب يرون انفسهم يذرعون شوارع (عطاله بطاله )ويظهر ليس هناك خطة موضوعية يضمن تعيين هؤلاء الشباب وكنت ايضا انتظر ان هذا الشاب ذو الشعر الابيض ينتقد ان الجهات المعنية ليس لديها برنامج علمي يوضح اسباب ظاهرة انتحار الشباب او هجرتهم الى الخارج ....الخ .
وانما الشاب انتقد السلطة لانها لم تهيأ حدائق و نوادي مختلطة للشباب والشابات يقضونه فيها اوقاتهم بحريه ‘ والاغرب من هذا ان الشاب ذو الشعر الابيض ربط كل كلامه بضرورة اخذ الدرس من الثورة الفرنسية .. ولله في خلقه شؤون .
خلاصة الكلام
غالبا ما يطري الناس التقليد ويغربوا عن الأصل / حكمة