خبراء: مواجهة التعاطي يتطلب تعزيز الأنظمة الرقابية
جهود أمنية وتوعوية لمحاربة المخدّرات وسط تطوّر طرق التهريب
بغدا د- الزمان
ميسان - سعدون الجابري
تشهد مدينة البصرة تحركاً امنياً لكبح أنشطة تجارة المخدرات، عبر تكثيف الجهد الرقابي على الحدود. وتسعى الفرق الأمنية التابعة لهيئة المنافذ الحدودية، المسؤولة عن ملف المخدرات، الى الحد من انتشار المواد المخدرة، ودخولها الى العراق عبر عدة منافذ حدودية، بهدف السيطرة على المراكز التي تدخل منها مختلف أنواع المخدرات، لترويجها وبيعها للمتعاطين. وتبذل وزارة الداخلية، جهوداً خاصة في معالجة هذه المشكلة الذي يذهب ضحيتها الاف الشباب، مشيرة الى تكثيف برامجها الأمنية والتثقيفية لانجاح هذا الملف، حسب توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
مادة مخدرة
وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (الفرق الأمنية في الوزارة، ضبطت كميات كبيرة من المخدرات داخل شحنة أثاث واحذية في محافظة البصرة)، مشيراً الى ان (مديرية شؤون مخدرات البصرة، تواصل جهودها في ضبطت الاف الكيلو غرامات من مادة الكريستال المخدرة)، واكد البيان ان (الوزارة مستمرة في القبض على التجار والمهربين، الذين يتفننون ويتطورون في إخفاء المواد المواد الممنوعة بإحترافية). واطاحت شرطة ميسان، بتاجر مخدرات في كمين أعتراضي على طريق البصرة. وقال قائد شرطة المحافظة، لفتة فاخر المحمداوي، في تصريح امس انه (وفقاً لمعلومات أمنية دقيقة، ومتابعة استخبارية للحد من ظاهرة المتاجرة والتعاطي بالمؤثرات العقلية، تم اعتقال احد تجار المخدرات الذي كان قادماً من محافظة البصرة باتجاه ميسان)، موضحاً ان (قوة من قيادة شرطة ميسان، بإسناد مديرية المخدرات، حسب توجيهات وكيل الوزارة لشؤون الشرطة، قبضت خلال كمين محكم واستناداً الى معلومات موثوقة على تاجر مخدرات بين الطريق الرابط بصرة – ميسان، حيث ضبطت بحوزته كميات من مادة الكريستال المخدرة أثناء التفتيش)، ونوه المحمداوي الى (توقيف المتهم وفق المادة 28 من قانون العقوبات، وإحالته الى مديرية المخدرات).
من جانب اخر، نظّم قسم التعليم المستمر في جامعة الكوفة، بالتعاون مع الإرشاد النفسي الجامعي، ورشة توعوية بعنوان الآثار النفسية و الطبية لحالات الإدمان، والنصوص القانونية للمدمنين والإتجار بالمخدرات. وقال مدير إعلام الجامعة، عمار الكويتي في تصريح امس ان (مسؤول الإرشاد النفسي بالجامعة، حيدر حسن اليعقوبي، قدّم شرحاً موسعاً عن الدوافع النفسية للإدمان، وأسباب الإتجار بالمؤثرات العقلية، واصفاً الحالات السلوكية المضطربة لدى المتعاطين، وتشخيص حالاتهم والمعالجات المناسبة لتجنب الإدمان)، بدوره تطرق الطبيب النفسي، أشوان عبد الزهرة، الى (أنواع المخدرات الطبيعية والصناعية، وأساليب التعرف على المخدرات و طرق الوقاية منها، مستعرضاً أمثلة لحالات سلوكية مرتبطة بتعاطي المخدرات)، اما الاستاذ في كلية القانون، أحمد ناظم كريم، تحدث عن (الأحكام القانونية المتعلقة بتجريم تعاطي المخدرات والإتجار بها، سواء المدمنين أو المتاجرين)، من جانبهم أبدى منتسبو مدرسة التدريب (إهتماماً كبيراً بالمعلومات المقدمة من المختصين، فقد طرحوا العديد من الأسئلة و المداخلات، وأشادوا بأهمية الورشة في تعزيز وعيهم). وشدد رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، على ضرورة التضامن والتكاتف في مواجهة خطر تجارة المخدرات، داعياً الجميع الى التصدي لهذه الازمة، بمشاركة المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني والافراد، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الوطني الأول للمشروع الوطني للإرشاد الوقائي من المخدرات، المنعقد في بغداد.
والقى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، كامل كريم الدليمي، كلمة نيابة عن رشيد، امس اكد فيها (اهمية اعتماد استراتيجية وطنية شاملة واضحة، تتضمن طرق الوقاية والمعالجات وإعادة التأهيل، الى جانب تعزيز دور القانون في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة)، لافتاً الى ان (تنظيم المؤتمرات والندوات بهذا المجال يعكس حرص الجميع على مجابهة مشكلة تهدد حاضر الاجيال ومستقبلهم، وتعرقل أمن المجتمع وسلامته)، واضاف الدليمي ان (العمل المشترك والتكامل بين الجهات الرسمية والمؤسسات المجتمعية كافة، في وضع حد لهذه الآفة، يعزز من ثقة المجتمع في القدرة على منع تدمير الشباب والأطفال).
معرباً عن (تقديره للجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية، والمختصين والمشاركين في هذا المشروع، في اطار تكثيف العمل الوقائي والتثقيفي بحجم تأثير هذه الآفة الفتاكة على المجتمع العراقي، والتركيز على بناء الوعي لدى الناس عامة، لاسيما فئة الشباب، فضلاً عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا هذا التوجه)، مجدداً تأكيده ان (مسؤولية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية هي مسؤولية مشتركة، ولابد ان يأخذ الجميع فيها دوره، كما يجب الاعتماد على ستراتيجية وطنية شاملة تعزز عملية التأهيل، والحد من انتشار الظاهرة).
قلة وعي
وتسعى الحكومة لانشاء مصحّات لعلاج المدمنين ودعمهم نفسياً وصحياً، بما يضمن ابتعادهم عن الإدمان. ويؤكد خبراء اجتماع ان (تفاقم انتشار المخدرات بين الشباب يحدث بسبب قلة الوعي، وفقدان الاهتمام والرعاية من قبل الاسرة، وغياب الحلول الحكومية التي تعالج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن وجود شبكات داخلية تسهل لدخول تلك السموم وانتشارها).
ودعا قانونيون الى (تشديد العقوبة على المتاجرين بالمخدرات، وتطوير أنظمة الرقابة للكشف المبكر عن المواد المخدرة، وكبح نشاط العصابات الداخلية والجهات المتنفذة والمستفيدة من تجارة المخدرات، ومنعهم من التسبب بموت او ضياع الاف الشباب).