الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دولة المؤسسات

بواسطة azzaman

دولة المؤسسات

جواد العطار

 

لم تكن حادثة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي هي الاولى التي تتعرض لها ايران ، فقد سبقها في انطلاق الثورة وفي بداية حرب الثمان سنوات مع العراق تفجير مكتب رئيس الوزراء الإيراني السابق محمد جواد باهنر في 30 اب 1981 ، التي راح ضحيتها الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر وستة أشخاص مهمين آخرين. وقبلها بشهرين كان تفجير مجلس القضاء الاعلى الاخطر حيث راح ضحيته آية الله محمد حسين بهشتي رئيس السلطة القضائية الأسبق و 72 شخصية قيادية اثر تفجير استهدف مقر الحزب الجمهوري الاسلامي في طهران أثناء انعقاد اجتماع للقيادة الايرانية وكان من بين القتلى وزراء الصحة ، والنقل ، والاتصالات ، والطاقة بالاضافة إلى سبعة عشر نائبا في مجلس الشورى ، والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين.

مثل هذه الحوادث ممكن ان تهز كيان اي دولة حتى لو كانت عظمى ومهما كانت قوية ، لكن إيران التي كانت حديثة العهد بالثورة اولا؛ وتخوض حربا شاملة مع العراق ثانيا؛ ومحاصرة من العالم اجمع ثالثا؛. استطاعت ان تتجاوز كل هذه التحديات في بداية مشوارها لانها تعتمد نظام سيادة المؤسسات والقانون في إدارة الدولة والحكم وليس الاشخاص والاحزاب ، فحتى لو غاب الاشخاص فالمؤسسة باقية والدستور نافذ والقانون فوق الجميع. وهو ما يطلق عليه اسم: دولة المؤسسات وذلك حينما يكون هناك استقلال حقيقي لسلطة الدولة ويكون هذا الاستقلال ذو صفة قانونية وتكون هذه السلطة ذات طابع قانوني ودستوري وغير شخصي.

ومع الاسف رغم ان اغلب قيادات البلد اليوم عاصروا تأسيس النظام في إيران وعايشوه في كل المحن من 1979 إلى 1990 الا انهم لم يعوا الدرس البليغ الذي ضربته في الأداء السياسي مما جعل العالم كله صديق وعدو يقف احتراما وحدادا على فقدان رئيسها والوفد المرافق له.

اننا في العراق بحاجة ماسة إلى سيادة المؤسسات بعيدا عن الاحزاب والاهواء وفرض وتقاسم النفوذ ، وبحاجة أيضا إلى احترام الدستور وفرض القانون على الجميع حتى على الاحزاب التي يفترض ان يكون دورها تشريعيا داخل اروقة البرلمان حصرا؛ لا ان تتغلغل في كافة مفاصل الدولة والحكم وفي كل صغيرة وكبيرة ، والاهم من كل ذلك حصر السلاح بيد الدولة ، لان سلاح الدولة يتحصن بالقانون والدستور ويفرض الأمن والاستقرار ويعزز التنمية ويحسن من صورة العراق أمام المجتمع الدولي.

الاستفادة من تجارب الآخرين ليس عيبا بل هو فرصة ، وايران ليست ببعيدة عن العراق جغرافيا وسياسيا ، فمتى نتعلم ونعي الدرس البليغ منها ومن غيرها... يا ساسة العراق.


مشاهدات 367
الكاتب جواد العطار
أضيف 2024/05/25 - 12:53 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 298 الشهر 11422 الكلي 9361959
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير