الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 السرب بانوراما  سينمائية  لجريمة إرتكبها داعش ضد الأقباط 

بواسطة azzaman

حكايا من الواقع العراقي تستحق أن تروى للأجيال القادمة

 السرب بانوراما  سينمائية  لجريمة إرتكبها داعش ضد الأقباط 

 

الموصل - سامر الياس سعيد

يجتمع نجوم الفن المصري في بانوراما  سينمائية  لتجسيد فيلم السرب الذي تم عرضه مؤخرا في صالات العرض السينمائي في عدد من الدول العربية ومن ضمنها العراق حيث  اثارني فعلا عنوان الفيلم  والافكار التي ابرزتها قصة الفيلم لمتابعته  وفعلا قصدت السينما في مدينة دهوك لمتابعة فصول هذا العرض السينمائي الذي انجزه المخرج احمد جلال عن قصة واقعية  تجسدت بردة فعل  الحكومة المصرية  ازاء قضية نحر عدد من الاقباط المصريين من العاملين في مدينة درنة الليبية التي كانت مكتظة بامراء داعش  عام 2015  فلذلك جسد الفيلم اللحمة الوطنية  والتعايش  بين المكونات  خصوصا وان هذه القضية من القضايا الساخنة التي عادة ما تلتفت اليها الافلام السينمائية او الدراما المصرية بشكل عام  ويبقى السؤال  ازاء ملاحظات كثيرة شابت احداث الفيلم  لاسيما باعتماد الفيلم بالاساس على شخصية علي المصري التي يجسدها احمد السقا فيسعى من خلالها لاكمال محطاته في افلام الاكشن والقتال الاعزل ، باعتماد مشاهد مقتبسة من السينما الامريكية التي تعتمد على منتسب للمخابرات يزرع داخل الشبكات  المشبوهة فيلقى منها الثقة قبل ان يقوم بعمله على اتم حال  فيما يكون المقابل  الامير مسعد الحمراوي الذي يجسد شخصيته محمد ممدوح دون ان يتمكن من الامساك بالشخصية  التي تكون  درجة الغموض فيها اقصى درجات  ابراز شخصية الامير الذي يعتمد لغة القتل في محاوراته  اضافة الى ما يمكن ان تؤثر فيه زوجته التي تجسد شخصيتها الفنانة نيللي كريم  التي لم تتمكن من ابراز مقومات تجسيدها للدور بكونها نجحت في ابراز قالبها الفني بالادوار الرومانسية  والشفافة ولايمكن باي حال من الاحوال ان تصبح زوجة الامير  الذي يحكم  الكثير من المتعاونين معه  ويتمتع بشبكات تستطيع القبض على اي شخص يمكن ان يحدد اسمه فتسارع لالقاء القبض عليه في لمح البصر  مثلما جاء المشهد الخاص بالقاء القبض على الصحفية التي  تجسدها الفنانة صبا مبارك والتي  برزت في اكثر من عمل فني متخصص بابراز عهد تنظيم داعش حيث نذكر لها تجسيدها لدور في مسلسل ليلة السقوط الذي عرضته عدد من الفضائيات في شهر رمضان العام الماضي ..

يثير الفيلم اسئلة شتى عما يمكن ان يقوم به هولاء المصريين المسيحيين في بقعة يدركون انها مشحونة بالمخاطر  خصوصا وانهم لايستطيعون تمرير ما يرسلونه من اموال لعائلاتهم بالاضافة للمصاعب التي تكتنف التواصل مع تلك العوائل  بالاضافة الى ان احد المشاهد يشير الى تواطؤ بعض المقربين في الابلاغ عن مسيحيين اخرين من العاملين  وتسليمهم لتلك التنظيمات الارهابية  حيث يعزز ذلك المشهد من التباين بين ما يقدمه الفنان عمرو عبد الجليل في استضافة تلك المجموعة واحتفائها به  الى جانب مشهد مصافحة المبلغ عن المسيحي الراكب في ميكروباص وهو يطمئن اهله بقرب عودته ولقائه بهم ..

الضربة الجوية

من جانب اخر يبرز تساؤل اخر عن تاخر  تلك الضربة الجوية التي نفذها السرب  لتبرز كثار وردة فعل من الجانب المصري ثارا لمن نال الشهادة بفصل راسه عن جسده بالتصوير المشهور الذي تم عرضه في عام 2015 حيث قام تنظيم داعش بعرض تلك المشاهد ليعلن نهاية  ازمة المختطفين من الاقباط العشرين حيث تم فصل راسهم عن جسدهم بطريقة تقترب من تنفيذ الافلام الهوليودية للاثارة  الخاصة بافلام  الاكشن حيث  تم تداول  ان هنالك من متعاونين من تلك الكواليس الخاصة بالافلام الهوليويدية ممن تم الاستعانة به لتنفيذ تلك المجزرة  المؤلمة  من تصوير وكاميرات على اعلى درجات الدقة  اضافة الى  الفيلم يشير الى ان القوة الجوية المصرية  تشرع بتنفيذ تلك العملية  بعد توقف عن اداء مهمات مماثلة  لما يقارب الاربعين عام  حيث يعيدنا ذلك التاريخ لليوم المشهود في عام 1973 حينما انتفضت القوات المصرية لتعلن عن نصرها  بعد نكسة حزيران عام 1967 والتي  انشئت موادا فلمية  اضافة لتقارير وملفات مرتبطة بتلك الحقبتين  فلذلك يركز الفيلم على عودة القوة الجوية المصرية الى تمكين افرادها من ابراز قدراتهم في تنفيذ الطلعات الجوية التي تكللت بتنفيذ كل المهمات الموكلة اليها لاسيما بتدمير مشفى جرنة بعد ان تم اكتشاف ان تحته يقبع امراء التنظيم  حيث يدرك علي المصري  ان هنالك خلايا التنظيم فيسارع للاستعانة بالقوات الليبية التي  تخلي الطابق العلوي من المشفى من نزلائه  قبل ان يقتحم المصري سرداب المشفى وتكمن المنازلة النهائية بين الحمراوي  والمصري  حيث تنتهي بمقتل  الاول  وخروج المصري من المكان المدمر ..

ولايغيب الافق العراقي  عن الفيلم لاسيما وان نار داعش طالت العراقيين  ونالت منهم بنسب كبيرة بدليل احتلال تلك التنظيمات لثلث الاراضي العراقية  لكن في الفيلم جزئية بسيطة يمكن من خلالها لهذه الاشارة وعبر حوار قصير يبرز من خلاله  الشيخ الحمراوي بكونه كان  نزيل سجن بوكا في البصرة وهنالك  تلقن امور الجهاد  التي تدرج فيها ليكون اميرا على التنظيمات في ليبيا ..

ويثار  سؤال عن  مدى تجسيد الحكايات العراقية التي كانت صنوا لتلك الايام ومدى قدرة المنتجين  مثل ثامر مرسي  الذي انتج فيلم السرب  ليبرز من خلاله على امرين مهمين  اولهما ابراز قدرة القوات الجوية المصرية على تاكيد قدراتها وتنفيذها لمهامها  الى جانب التاكيد على اللحمة الوطنية المصرية التي ابرزت ترابطا بين المشاعر في مسيرات التشييع لحظة سماع خبر ذبح الاقباط العشرين  وهنا نسال عن غياب مثل تلك الافكار عن واقع  تجسيدها في فيلم سينمائي عراقي  يعيد تشكيل تلك اللحظات التي ابرزت بطولات لافراد وتشكيلات اسهمت بطرد الغيمة السوداء  التي لبدت الفضاء العراقي  ودائما ما ادرك ان  الاحياء القديمة في مدينة الموصل حيث تركزت المعركة الاخيرة  التي تكللت بطرد التنظيم تختزن الكثير من الافكار من افلام ومقالات وحكايات وقصص تستحق ان تروى للاجيال القادمة  ومثلما نجح المصريون بتسجيل واقعة من مئات الوقائع التي حظيت بها تلك الحقبة فمن الاولى بنا ان نسهم برحلة التوثيق المطلوبة التي تسهم  بتشكيل ذاكرة  تختزن كل ما مر في تلك المناطق  اضافة  الى ان المؤسسات المعنية  من الجهات الاكاديمية سواء كلية الفنون الجميلة ممن  تلزم طلابها بابراز جهد خاص بمشروع التخرج اولى بها ان تسهم بجزئية لابراز هذا الجانب  لتكون لنا مادة فلمية ومسرحية  وجوانب فنية  تلم بتلك الحقبة وتلتفت للحكايات التي ارتبطت بها لكي نستطيع اخبار  اجيالنا القادمة بان مع فترة داعش كان هنالك حكايات نبتت كالازهار الصغيرة بين الصخور متمتعة بشمس الله الذي اشرقها على الجميع دون تفرقة او تمييز .


مشاهدات 508
أضيف 2024/05/21 - 6:19 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 11:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 328 الشهر 11452 الكلي 9361989
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير