أبيع المخدرات بالرخيص وإللّي ما عندة بلاش
خليل ابراهيم العبيدي
افاد أحد مروجي المخدرات وهو على ما يبدو يدلي بأقواله أمام المحقق قائلا وكأنه كان يريد استمالة المحقق ، أنه لا يغالي في بيع المخدرات إنما يبيعها بثمن رخيص ، والذي لا يملك مالا يعطيه بالمجان ، أنه على ما يبدو إنسانا يفهم معنى الإنسانية ويتفهم معنى الفقر وما يسببه من حرمان للفقراء من تعاطي المخدرات، برغم ما إذا كانت هذه الرواية صحيحة أم غير صحيحة ، الا أنها تؤشر إلى ما وصلت إليه تجارة المخدرات في العراق وتؤشر إلى ما وصل إليه الانحدار الأخلاقي لكل هذا الكم من المتاجرين وميلهم السادي الذي مو الآخر يؤشر إلى مدى النوايا الخبيثة ونوابا اصحابها في تدمير هذا البلد وتضييع مستقبل شبابه.
أن التوسع الهائل والسريع للمتاجرة بالمخدرات لم يكن ليتوسع لولا الوهن في حراسة الحدود ، ولولا تواطؤ البعض مع المهربين ، وان كل الزخم للأجهزة الأمية يواجهه زخم مقابل في التهريب ، وتصبح المعادلة عند خط استمرار تدفق السموم ، وما كثرتها في الداخل إلا تحصيل حاصل جهود ونوايا مبيتة للتدمير ، وما توفر منها يشير إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب ، فقد فاق المعروض المطلوب ، وصار التخفيض حافزا للمزيد من التعاطي والمزيد من الكوارث الاجتماعية ، والحل واحد لا غيره هو أن تتبنى الأجهزة الأمنية خططا عسكرية صرفة على الحدود وعد المتسربين من العصابات جيوشا تريد الاحتلال ، لا ترويج المخدرات ، وما على المواطن إلا أن يكون حريصا على أفراد عائلته من هذه العروض السخية لباعة تلك المخدرات.