(يونيتاد) يعرض تجربته في المساءلة الجنائية

خبراء عراقيون يطّلعون على ملايين الوثائق والإدانات بحق داعش

بغداد - الإمان

اخضع فريق التحقيق الدولي في جرائم داعش في العراق، تجربته الموصوفة بالفريدة، لتقويم خبراء عراقيين في القانون والاعلام والعلوم السياسية والعسكرية، وذلك في اطار ورشة عمل اقيمت امس بالتعاون مع معهد العلمين للدراسات العليا. وقالت المرشحة لمهام القائم باعمال المستشار الخاص رئيس فريق التحقيق يونيتاد آنا بييرو يوبيس، في كلمة في الجلسة الافتتاحية التي احتضنها فندق بابل ببغداد ان (التعاون بين العراق والامم المتحدة في تحقيق المساءلة الجنائية، شراكة فريدة وتمثل تتويجا للجهود المبذولة في توثيق جرائم داعش، حيث تم توفير منصة للخبراء لعرض عمل فريق التحقيق الدولي والاطلاع على مبادراته مع الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين).

توثيق جرائم

مشيرة إلى (ادماج التكنولوجيا والمعايير الدولية في توثيق جرائم داعش). واكدت ان (الخبراء يهدفون الى تعزيز المناقشات ذات الصلة للاستفادة منها في المساءلة الجنائية في العراق). واكدت يوبيس ان (فريق التحقيق الدولي يعمل على انهاء اعماله ووضع جدولة للنقاشات بما يتفق مع قرارات مجلس الامن في 2017، على النحو الذي يقبله العراق ويؤيده المجلس)، وشددت على القول انه (برغم التحديات التي واجهها الفريق، فان الالتزام قائم ازاء الجماعات والمكونات المتضررة ، مع الالتزام أيضاً بتقديم الدعم للعراق في جهوده الدولية بشأن مساءلة داعش عن الجرائم التي اقترفها). وألقى كل من القاضي ليث جبر حمزة ممثلاً عن رئيس مجلس القضاء العراقي وزيد العكيلي عميد معهد العلمين، كلمات بالمناسبة اظهرت حجم وطبيعة التعاون مع فريق التحقيق الدولي (يونيتاد). وكشف العكيلي عن توقيع مذكرة تفاهم مع يونيتاد عام 2023 تهدف الى تبادل الافكار واعداد وسائل واطاريح تشمل طلبة الدراسات العليا في المعهد . واكد ان (الفريق الدولي نجح في توثيق وترتيب نحو مليون و 500 الف وثيقة تخص الادانة الجنائية لداعش في العراق). واقترح العكيلي (تخصيص جناح خاص في مكتبة المعهد لاحتضان الوثائق وعرض جهود الخبراء في يونيتاد):

وقدمت في الجلسة الأول للورشة خمسة بحوث أو أوراق بحثية للقاضي العراقي قاسم العبودي تحدث عن الاطار القانوني لعمل فريق يونيتاد،  مفصلاً ذلك من جهتين نظرية وواقعية.

كما قدم الخبير التقني أنيس أحمد رؤية دقيقة عن ادخال التقنيات الحديثة للتحقيق في الجرائم الدولية في العراق معززاً ذلك بصور توضيحية. وقدمت الخبيرة الدولية دفنا اكشا رؤية في جهود الفريق الدولي من خلال اعداد التقارير المتعلقة بالتحقيقات في جرائم تنظيم داعش وتدثت زميلتيها كنغا بتبوري باسهاب عن المعايير الدولية المتبعة من قبل يونيتاد في الجرائم الدولية، واضعة جريمة سبايكر نموذجاً.

اسئلة متتابعة

ورأى حاضرون في الورشة ان الأسئلة المتتابعة التي قدمتها بتبوري توهم بإطالة أمد التحقيقات الى آجال غير محددة، أي تمييع الموضوع أو محاولة خلط الأوراق بشأن المتورطين فيه ودوافعهم، واختتمت الجلسة الاولى بورقة لنهاد الجمل الذي ادار الجلسة في الأصل، تحدث فيها عن الدعاوى المشتركة بين العراق والدول الثالثة وأهميتها في التعاون الدولي للتحقيق في الجرائم الدولية لداعش، وضرب أمثلة واقعية لنتائج هذا التعاون ، مشيداً بكفاءة القضاء العراقي وبجهود القضاة المعنيين وبالدعم الذي تلقاه الفريق الدولي من رئيس مجلس القضاء فائق زيدان، واستحضرت في الكلمات مقولة لزيدان بشأن اهمية التعاون الدولي مفادها ان (التعاون ليس خياراً، بل ضرورة ملحة في ظل التحديات العابرة للحدود التي نواجهها من الجريمة المنظمة والارهاب).

أما الجلسة الثانية التي سبقت تقديم المداخلات، فتضمنت ثلاث اوراق بحثية قدمها رئيس قسم القانون بمعهد العلمين الدكتور صعب ناجي عبود، تناولت الجهود العلمية للمعهد في انتاج الدراسات المتعلقة بالمساءلة الجنائية الدولية ومسيرة التعاون بين يونيتاد والمعهد، فيما شهدت الجلسة تقديم نوذجين بارزين في سلسلة جرائم تنظيم واعش الذي وصف بانه يريد تصدير الظلامات من المستوى المحلي الى الدولي، وقد اختير المجتمع الايزيدي كنموذج وجريمتي بئر علو وسبايكر كنموذجين لتعريف المجتمع الدولي بجرائم داعش ، وتكمن أهمية ذلك في تولي المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، هذه المهمة.

ومن الارقام اللافتة للنظر التي وردت في أحاديث الخبراء وجود 18604 مصدر للادلة و 1600 مادة خام و 16 الف ساعة من الادلة الفيديوية والسمعية التي تربط الجناة بمسرح الجريمة، وكلها ادانات تشمل مستويات متوسطة وعليا في التنظيم الارهابي.