الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
علاقة الحكومات بالمجتمع الغربي.. بين التعاون والتوتر

بواسطة azzaman

علاقة الحكومات بالمجتمع الغربي.. بين التعاون والتوتر

محمد عبيد

 

منذ العقود الأولى للقرن العشرين، شهد العراق تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية جذرية، وكانت علاقته مع الدول الغربية أحد أبرز الجوانب التي شكلت مسار تطوره. تتنوع هذه العلاقة بين التعاون والتوتر، وتتأثر بعوامل متعددة تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة.في العقود الأولى من القرن العشرين، كانت العلاقة بين العراق والمجتمع الغربي، وخاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة، مسيطرة بشكل رئيسي على الاستعمار والتبعية السياسية والاقتصادية. تمثلت هذه العلاقة في استغلال الموارد الطبيعية وفرض سياسات اقتصادية تخدم مصالح الدول الغربية على حساب مصالح الشعب العراقي.مع نضوج الوعي الوطني والحركات الوطنية للتحرر، بدأ العراقيون في السعي إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي، وتشكلت حكومات تسعى إلى تحقيق ذلك. ورغم التحديات التي واجهت هذه الحكومات، إلا أنها عملت على تعزيز العلاقات مع المجتمع الغربي من خلال التعاون الثنائي في مجالات مختلفة مثل التجارة والثقافة والتعليم.مع بداية القرن الواحد والعشرين، شهدت العلاقات بين العراق والمجتمع الغربي تحولات جذرية بفعل الأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. أدت الأحداث اللاحقة من الاضطرابات والصراعات والتغيرات السياسية إلى تدهور العلاقات بين العراق والمجتمع الغربي، مما أثر سلباً على الثقة المتبادلة وزاد من مستوى التوتر.على الرغم من التحديات، لا تزال هناك جهود مستمرة لتعزيز التعاون بين العراق والمجتمع الغربي في مجالات مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز التبادل التجاري، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومن خلال التعاون المشترك، يمكن للطرفين تحقيق مصالح مشتركة وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.بالنظر إلى مسار العلاقات بين العراق والمجتمع الغربي على مر العقود، يظهر أنها تتطور بشكل دائم ومتغير، مما يتطلب إدارة ذكية ومتوازنة من الطرفين للتعامل مع التحديات والفرص بشكل فعال، وتعزيز التعاون المشترك في سبيل بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل.ومع ذلك، يجب أيضًا التأكيد على أن علاقة العراق مع المجتمع الغربي لا تقتصر على السياسة والاقتصاد فقط، بل تمتد أيضًا إلى المجال الثقافي والتعليمي. يسعى العراق إلى تعزيز التبادل الثقافي مع العالم الغربي من خلال تعزيز التعاون في مجالات الفنون والآداب والتراث، مما يساهم في تعزيز فهم متبادل وتقارب الثقافات.بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون في مجال التعليم يعتبر عنصرًا مهمًا في بناء جسور الفهم والتعاون بين العراق والمجتمع الغربي. من خلال تبادل الطلاب والباحثين والبرامج الأكاديمية، يمكن للعراق والمجتمع الغربي تعزيز التفاهم والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.في النهاية، تظل علاقة العراق بالمجتمع الغربي متغيرة ومتنوعة، وتتطلب مزيدًا من الجهود المشتركة لتعزيز التفاهم والتعاون في مختلف المجالات. من خلال العمل المشترك والحوار البناء، يمكن للعراق والمجتمع الغربي بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، والتي تعود بالفائدة على الجانبين وتسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

 


مشاهدات 272
الكاتب محمد عبيد
أضيف 2024/04/06 - 12:20 AM
آخر تحديث 2024/05/19 - 4:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 304 الشهر 7540 الكلي 9345578
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير