فاتح عبد السلام
ثلاثة ملفات كبيرة وضعها الوفد التركي، رفيع المستوى، على الطاولة السياسية في بغداد، وهي الأمن وما يتصل بحزب العمال الكردستاني، والطاقة والاستثمار والتصدير النفطي وطريق التنمية الاستراتيجي، ثم المياه وما يتعلق بها من أوضاع زراعية وسكانية في ظل مواسم الجفاف الطويلة التي تضرب العالم وليس هذين البلدين.
جميع الملفات قابلة للرد والبدل والنقاش، وربما التعاطي بمرونة عالية الا “حزب العمال” الذي يرى الاتراك انه اصبحت لديه قدم قوية في مناطق جديدة في العراق في اعقاب الحرب على تنظيم داعش، اذ بات وجوده واضحا في جبل سنجار والخط الحدودي مع سوريا، وهي أراضٍ عراقية سيادية ، فضلا عن مقارالحزب الأساسية القديمة في جبل قنديل الذي لم تصل اليه اية قوات نظامية لأي بلد.
الاجتماعات العليا الأخيرة التي ترأسها عن الجانب التركي وزير الخارجية ذو الخلفية الأمنية المعروفة مع رئيس المخابرات، كان هدفها الحصول على تقدم نوعي في التعاطي العراقي مع ملف حزب العمال الكردستاني. تجدر الإشارة هنا الى ان إقليم كردستان يرى في هذا الحزب تهديدا لاستقرار الإقليم وتحجيما لانتشار البيشمركة في مواقع سابقة كانت موجودة فيها كمنطقة سنجار، وفي الوقت ذاته يعد هذا الحزب اجنبيا يعمل من دون ترخيص أساساً على الأرض العراقية فضلاً عن انه مسلح وقتالي ويهدد أمن دولة جارة، لا تزال حتى الان لا تتعاطى كما كان رد فعل ايران مع ملفات مشابهة من وجهة نظر إيرانية بالعنف المباشر حين حدث القصف الإيراني على أربيل في الفترة الأخيرة، ومن هنا تستند انقرة في تعاملها مع العراق على الذهاب الى “عنوان واحد” مهما كان نوع الحكم ، وهو بغداد لحل المشاكل العالقة .
التقارير في الساعات الماضية قالت انّ السلطات الامنية اعتبرت حزب العمال الكردستاني محظوراً في العراق، وسمعنا عن ترحيب تركي في انقرة بهذا القرار العراقي من دون ان يأخذ الخبر مديات واسعة في البلد، وكأنه قرار سري.
قبل ذلك، بأيام انتشرت تقارير تقول انّ تركيا تريد ابلاغ العراق بأنها تنوي شن عملية عسكرية كبيرة داخل العراق للقضاء النهائي على مقار حزب العمال. يبدو انّ ذلك كله ينمو متدفقا في سياق الزيارة المنتظرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق لحسم ملفات عالقة. المهم في هذا هو ماذا أعددنا في البلد من أفكار جدية وقابلة للتطبيق لتحقيق الفائدة السريعة من العلاقة مع تركيا، البلد الإقليمي المهم، لاسيما في المجال الاقتصادي؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية