الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنتفاضة الشعبانية بين الأمل والتضحية

بواسطة azzaman

الإنتفاضة الشعبانية بين الأمل والتضحية

محمد جواد الميالي

 

قبل ثلاثة وثلاثين عاما، أطلق العراقيون صرخة الحرية والكرامة، خلال الإنتفاضة الشعبانية كنتيجة حتمية، لقهر وظلم النظام الحاكم في تلك الفترة..

ثورة مليئة بالشجاعة والتضحية، فكانت لحظة فارقة في تاريخ العراق، حيث تحدى شعبٌ واحد نظاماً دكتاتورياً فاسداً بكل قوة وعزم.

تعكس هذه الحركة غضب الأمة العراقية، بمواجهة عقود من القمع والظلم، ورسالة قوية من الشعب إلى العالم، تؤكد على إرادته في البحث عن مستقبل أفضل وأكثر عدالة وحرية، وجسدت قدرة الشعب على المطالبة بالتغيير، بكل الطرق والوسائل السلمية وغير السلمية، لأنها حملت طموحات عظيمة، للخلاص من نظام يمارس بالحديد والنار.. مع عظم وعفوية تلك الانتفاضة، إلا أنها كانت مقيدة في سياق تاريخي معين، لعبت فيه الظروف الدولية والإقليمية دوراً هاماً بقتلها، وكان لدول الجوار وأمريكا الدور الأكبر في ذلك، لكن ورغم ذلك فإن لها أثاراً مهمة انعكست على المجتمع العراقي بصورة جيدة..

أظهرت الإنتفاضة تضامناً وتوحداً بين الشعب العراقي، لأنها امتدت من الشمال إلى الجنوب، فكانت تلك الأيام شاهدةً على تلاحم الشعب مع نفسه تارةً، و أخرى مع مرجعيته الدينية.. لقد كانت ثورة كبيرة تهدف لبناء وطن تسوده الديمقراطية والازدهار.

دم طاهر

رغم المخاطر الكبيرة، وأعمال العنف وسلسال الدم الطاهر، لم تتوقف حناجر الأحرار عن المطالبة بإسقاط النظام، حتى أصبحت الإنتفاضة الشعبانية وشهداءها، الحجر الأساس الذي أسقط نظام الطاغية في 2003.. فأرواح الشهداء كانت السبيل الحقيقي، للإصرار والمواصلة على النضال..

ذكرى الإنتفاضة الشعبانية تعيد لنا، لحظة تاريخية تشكل جزءاً لا يتجزأ من مسيرة العراقيين، نحو حلمهم بنظام ديمقراطي، وإسقاط حكم البعث وطاغيته صدام حسين.

لنحيي الشهداء الأبرار، وننظر إلى الثورة الشعبانية كدرس تاريخي، يمكننا أن نستفيد منه لفهم تطورات السياسة والمجتمع في العراق، وعلينا أن نقدر تلك التضحيات التي بذلت في سبيل إرساء الديمقراطية، و تحقيق الاستقرار الذي نشهده اليوم، بالرغم من بعض الإخفاقات على المستوى الأمني الاقتصادي والسياسي.. علينا أيضاً أن نعلم أن ما أوقد شمعة الإنتفاضة الشعبانية هي العقيدة الوطنية، لذلك يجب على الأجيال الحالية أن تتوحد، وتعمل بروح الوحدة والتضامن، لبناء مجتمع عراقي قوي ومزدهر، يستند إلى قيم العدالة والاحترام والتسامح، وتكون الاعتبارات الوطنية فوق كل اعتبار، وأن تكون الخدمة للوطن والمجتمع أولوية لكل فرد، حتى نُحْيي الأمل الذي أسسه جيل الثورة، ويكون للتضحية قيمة في نفوس الشباب الحالي.

 


مشاهدات 463
الكاتب محمد جواد الميالي
أضيف 2024/03/04 - 6:54 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 33 الشهر 33 الكلي 9362105
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير