مهرجان الحكواتية يبعد الأطفال عن قيود الأجهزة الذكية
بغداد - يوسف كمال
الوغول بالماضى السحيق واعادة امجاده من خلال جماله و تجسيده متمثلا بالحكواتى (الحكواتى هذا الشخص المتمرس بالسرديات النطقية و التفاعلات الائيمائية اليدية والصوت الجهورى و القاءه المعتمد على الطبقات الصوتية ) وهو يعتمد على الاكثر على كتاب قديم دب الشيب عليه و ضاعت معظم خطوطه و تسللت اليه الارضة وتركت الرطوبة دوائر متعددة على صفحاتها ولكنه ما يزال لا يتخلى عن صاحبه الحكواتى , اذ بتطور التكنلوجيا و زحام الاعلام و طغيان شبكات التواصل الاجتماعى ضاق دور الحكواتى و اصبح محصورا ببعض البرنامج الاذاعية و التلفزيونية بتقديمه بطريقة عصرية ليكون حاضرا باذهان ووجدان الاطفال ولكن لكل زمان من يتفانى من اجل احياء التراث –وخاصة في مجال ادب الاطفال – كما قدم اغانى و اوبريتات متعددة في زمن نحن الاحوج لمثل هذه النشاطات لكى لا ندع اطفالنا ان ينغمسون اكثر بعالم شبكات التواصل الاجتماعى و يتأسرون بحباله ! بل يكون هناك حبل سرى يربطه مع ماضيه وجعل هذا الماضى يتجسد امامه و لايتمثل عبر وسائل الاعلام .وهذا ما تحقق في مهرجان للحكواتيه بعنوان مهرجان شهاب الدولى لفن الحكايا بدورت الاولى و الذى اقامته مؤسسة الهدى لثقافة الاطفال و الناشئين وتولى الشاعر و الفنان و المتفانى بفن الاطفال جليل خزعل ,ادارة الدورة التى اقيمت من 20 الى 22 شباط الماضي و على مسرح الرشيد بمشاركة واسعة من حكواتية العراق وهم: لقاء جاسم الجبورى و حسين على هارف و من مصر نجلة الفنان الكوميدى ابو بكر عزت –سماح ,ومن لبنان سارة القصيير و الجزائرية ماحى صديق وغيرهم حيث قدموا من سردا مبنى على الاكاديمية و التلقائية تفاعل الاطفال معه لدرجة ان احد الاطفال و تدعى جنى تركت الحاسوب اللوحي و ارادت ان ترميها بسلة المهملات ! و قالت السيدة عروبة القيسى احدى المدعوات من اقليم كردستان و بغداد(كانت فرصة طيبة ان التقينا بحكواتية من مختلف الاعمار و الجنسيات رابطهم الاطفال و كنت سعيدة بسعادة الاطفال وهم يطلقون ضحكات بريئة و ايديهم متحررة من قيود الاجهزة الذكية التى غدت غبية لفرط الاستعمال و نحن ككروب ستامبو نتمنى ان يكون مهرجان عراقى للتنوع اللغوى الكردى العربى التركمانى السريانى للحكواتيه وان يساهم الاكاديميون التراثيون باعداد جيل جديد من الحكواتيه). وقال مدير المهرجان جليل خزعل إن (المهرجان، يعتبر الأول من نوعه في العراق بدورته الأولى الذي حمل أسم فلسطين)، مبيناً أن (المهرجان جاء لضرورة تثقيف الأطفال من خلال سرد الحكايات الموروثة القديمة المتعلق بحضارات وثقافات البلدان في ظل التطور التكنلوجي الذي أسهم في اختفاء لمثل هذا النوع من الفن الحكواتي).
من جهته قال المدير التنفيذي للمهرجان الفنان حسين علي صالح في تصريح ان («فن الحكاية هذا الموروث الجميل الذي اختفى للأسف في خارطة الفن العراقي الذي يحمل رسالة تربوية واخلاقية وحتى ترفيهية للأطفال».وأضاف: «حاولنا من خلال مهرجان شهاب الدولي لفن الحكاية من إعادة التراث والحكايات بشكل حديث من خلال استخدام التقنيات الحديثة المتمثلة في شاشات العرض السينمائي والدمى مع وجود شخصية الحكواتي الذي يسرد الحكاية امام الأطفال».ولفت صالح بأن «المهرجان فريد من نوعه و خصص لدعم أطفال فلسطين والتضامن معهم». وأشارت الفنانة السعودية الحكواتية فاطمة الحاجي الى ان(مشاركتها في المهرجان جاء لدعم الأطفال الناشئين من خلال تقديم الحكايات التي لم يتعرف عليها الأطفال من قبل في ظل الثورة التكنلوجية الحديثة).