عن الطلاق أتحدث

إيناس البدران

تسجّل حالات الطلاق في العراق معدلات متزايدة ولافتة بشكل يفتك بحياة الالوف من الاسر العراقية ويعرضها للتفكّك ويهدّد افرادها بالضياع،فقد سجل عام 2022 على سبيل المثال نحو 70 الف حالة طلاق في المحاكم بمعدل 200 حالة يوميا ،كذلك اشارت احصائية رسمية نشرتها صحيفة «القضاء» الصادرة عن المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى تسجيل المحاكم العراقية لاكثر من 4000 حالة طلاق لفتيات قاصرات لم يبلغن الخمسة عشر عاما من العمر ،وتم تسجيل اكثر من 350 الف حالة طلاق في السنوات الاربع الاخيرة باستثناء اقليم كردستان ،وبحسب بيان لمركز حقوق الانسان العراقي ان عدد حالات الطلاق تمثل ارتفاعا مخيفا يهدد استقرار الاسرة والمجتمع .وترجع ازدياد معدلات الطلاق الى الجهل وعدم التفاهم والتقارب بين الزوجين في المستوى الفكري والثقافي والعمري  وتدخّل الاهل والاصدقاء وانتشار البطالة وازمة السكن وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية والاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي وضعف الوازع الديني والقيمي اضافة الى العنف الاسري .ان ابرز ما تميزت به مجتماعتنا على مر العصور هو التماسك الاسري والتواد والتراحم والتعاطف بين الزوجين ،غير ان هذه الارقام تدق ناقوس الخطر وتهدد بضرب كيان الاسرة والمجتمع في الصميم.نحن بحاجة ماسة الى نشر الوعي بين افراد الاسرة والمجتمع والتبصير بمخاطر الطلاق وتأثيراته السلبية المدمرة الامر الذي يتطلب تكثيف الحملات التوعوية عبر وسائل الاعلام، وعبر تشريع القوانين التي تعزّز مكانة المرأة وتضمن حقوقها وحقوق الطفل على حد سواء، وتعميق تناول المناهج الدراسية التربوية بمدارس الفتية والفتيات ،بدلا من حشو الادمغة بمعلومات لا تغني ولا تنفع لحياتهم المستقبلية، وأن لايكون الهدف من التعليم مجرد النجاح في الدراسة لغرض الحصول على وظيفة وحسب وانما اعداد الشباب تربويا وسيكولوجيا للنجاح في الحياة على كافة الصعد ،اذ ان النجاح المقصود هو من خلال القدرة على مواجهة التحديات والصعاب بصبر وإيمان فالحياة أكبر من الحرفة والوظيفة وان النجاح فيها يقتضي النجاح في العلاقات الاجتماعية وعلى رأس اولوياتها انشاء عائلة  متماسكة ومطمئنة .