الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل خمسة جنود في جنوب لبنان
بوريل يتحدّث عن سباق مع الزمن لتجنّب توسّع النزاع
القدس, (أ ف ب) - أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة مقتل خمسة من جنوده في معارك في جنوب لبنان حيث يشن منذ أسابيع هجوما بريا ضد حزب الله، ما يرفع الى عشرة عدد الجنود الذين أعلن مقتلهم خلال أقل من 24 ساعة.وقال الجيش في بيان إن العناصر الخمسة وكلهم جنود احتياط «قتلوا في معارك في جنوب لبنان» الخميس، ما يرفع إلى 32 عدد العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء العملية في لبنان في 30 أيلول/سبتمبر، وفق حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس.
و قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة إن المجتمع الدولي يجب أن يسرع جهوده لإيجاد حل سياسي في لبنان حيث تتواجه إسرائيل مع حزب الله، لتجنب أن يحتدم النزاع «بشكل معمم».وشدد بوريل في بيان «نحن في سباق مع الزمن بين إمكان إطلاق مسار سياسي في لبنان واحتدام للوضع بشكل معمم لا تحصى تداعياته».
معبر حدودي
وفي بيروت تسبّبت غارة إسرائيلية صباح أمس الجمعة استهدفت الجانب السوري من الحدود مع شرق لبنان بقطع معبر حدودي بين البلدين، وفق ما أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ليصبح بذلك المعبر الثاني المقطوع من إجمالي ثلاث رئيسية.وقال حمية «خرج معبر القاع من الخدمة، بعد غارة اسرائيلية في الأراضي السورية، على بعد مئات الأمتار من مكتب الأمن السوري» في المعبر المعروف من الجانب السوري باسم جوسيه.وأوضح أن الغارة قطعت الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات، ليبقى بذلك معبر واحد رئيسي بين البلدين قيد الخدمة.وكان الجيش الإسرائيلي قصف في الرابع من الشهر الحالي منطقة المصنع الحدودية في شرق لبنان، ما أدى الى قطع المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، بعدما كان عشرات الآلاف من اللبنانيين واللاجئين السوريين قد سلكوه هربا من الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان.وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه دمّر نفقا أرضيا تحت الحدود اللبنانية السورية، كان حزب الله يستخدمه «لنقل الكثير من الوسائل القتالية» لاستخدامها في جنوب لبنان، محذرا من أنه «لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك».وأحدثت الغارة حفرة كبيرة جدا في الأرض، وفق ما شاهد مصورو فرانس برس. وتفاقم الوضع سوءا بعد ضربات جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، ما يجعل السلطات اللبنانية عاجزة عن إعادة تأهيله تمهيدا لفتحه.ولا يزال العشرات يعبرون الحدود سيرا على الأقدام.ومعبر المصنع هو بوابة لبنان الرئيسية برا الى العالم العربي. وتمر عبره البضائع والمنتجات الزراعية المصدرة، عدا عن حركة المسافرين من والى سوريا.ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي الأخير على معاقل حزب الله في 23 ايلول/سبتمبر، فر قرابة نصف مليون شخص، غالبيتهم سوريون، من لبنان باتجاه سوريا، وفق السلطات اللبنانية.واستشهد ثلاثة صحافيين فجر أمس الجمعة في غارة إسرائيلية طاولت مقر إقامتهم في جنوب لبنان، بحسب مصادر رسمية، في ما اعتبرها وزير الإعلام اللبناني «جريمة حرب» نفذتها الدولة العبرية مع استمرار المواجهة المفتوحة بينها وبين حزب الله.ونعت قناة المنار التابعة لحزب الله مصوّرها وسام قاسم، بينما نعت الميادين، وهي قناة عربية مقربة من إيران والحزب مقرّها في بيروت، مصوّرها غسان نجار ومهندس البث محمد رضا.وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أنّ الثلاثة قُتلوا «في غارة معادية استهدفت مقرّ إقامتهم في حاصبيا». وأضافت «الطيران الحربي المُعادي أغار عند الساعة الثالثة والنصف فجرا (00,30 ت غ) على الحدود اللبنانية السورية».ونشر مراسل قناة «الجديد» اللبنانية محمد فرحات الذي كان في المكان، شريط فيديو صوّره بهاتفه والرماد والغبار ما زال يغطي وجهه وشعره وملابسه، وأحاط به دمار كبير وسقف منهار وخراب في غرفة بدت أنها مطبخ.وقال فرحات وهو يلهث ومعالم الصدمة والتأثر بادية على محياه «بعيد الثالثة فجرا العدو الإسرائيلي استهدف مكان تواجد الصحافيين في حاصبيا»،أضاف «نحن كنا نائمين في منزلنا. كما ترون هذه غرفة النوم، وهذا هو السرير الذي كنت أتواجد عليه»، مشيرا الى جانب آخر من المكان ظهر فيه سرير غطى معظمه الركام.وأصابت الغارة مجمعا يتألف من شاليهات صغيرة بسقوف من القرميد عند ضفاف نهر الحاصباني على أطراف حاصبيا ذات الغالبية الدرزية. وتقع البلدة على بُعد نحو 50 كيلومترا جنوب بيروت، وهي قريبة من الحدود الجنوبية مع إسرائيل، والحدود الشرقية مع سوريا.وأكد مسؤولون محليون أن الضربة هي الأولى تستهدف حاصبيا منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في تشرين الأول/أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة. وانتقل صحافيون لبنانيون وأجانب يقومون بتغطية المعارك، الى المجمع قبل نحو شهر عند اشتداد الحملة العسكرية الإسرائيلية في المناطق الأقرب الى الحدود الجنوبية.ودان وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري ارتكاب إسرائيل «جريمة حرب».وكتب على منصة أكس «انتظر العدو الاسرائيلي استراحة الصحافيين الليلية، لكي يغدر بهم في منامهم (..) هذا اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم»، مضيفا «كان في المكان 18 صحافيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية. هذه جريمة حرب».وسقط عدد من الصحافيين في لبنان منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.واستهدفت ضربتان متتاليتان مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 مجموعة من سبعة صحافيين أثناء تغطيتهم التصعيد عند أطراف بلدة علما الشعب قرب الحدود، ما أدى الى مقتل المصور في وكالة رويترز عصام عبدالله وإصابة عدد آخر بينهم مصوّرا فرانس برس كريستينا عاصي التي بترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج، وديلان كولنز.وأظهر تحقيق أجرته فرانس برس ونشرت نتائجه في كانون الأول/ديسمبر، أنّ الضربة نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. وخلص تحقيق مماثل أجرته رويترز في الشهر ذاته إلى إصابة الصحافيين بنيران دبابة إسرائيلية.وقال الجيش الإسرائيلي إن دبابات ومدافع له فتحت النار في ذاك اليوم ردا على إطلاق حزب الله صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ وقذائف هاون «من أجل القضاء على التهديد».وفي تشرين الثاني/نوفمبر قتلت مراسلة الميادين فرح عمر ومصورها ربيع المعماري والمتعاون معها حسين عقيل في جنوب لبنان. وقالت القناة إنهم قضوا في «استهداف إسرائيلي غادر».وأتت الضربة مع تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق أخرى في لبنان.وأشارت الوكالة الوطنية ليل الخميس الجمعة الى أن «الطيران الحربي المعادي شن سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية (لبيروت) ليلا، بدءا بمنطقة الشويفات العمروسية».كذلك، «تسببت غارة استهدفت منطقة سانت تيريز، بانهيار مبنيَين قرب المجلس الدستوري»، وفق الوكالة.
سلاح جو
استشهد عشرون فلسطينيا في غارتين نفذهما صباح أمس الجمعة سلاح الجو الإسرائيلي واستهدفا منزلين في خان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.وقال بصل لوكالة فرانس برس “استشهد عشرون مواطنا كلهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء في خان يونس إثر غارتين شنهما الاحتلال باستهداف منزلين لعائلتي الفرا وعابدين في خان يونس».وأشار بصل الى أنه تم انتشال 14 جثة “وأشلاء من تحت أنقاض منزل عائلة الفرا في حي المنارة»، وست جثث أخرى «من عائلة عابدين في المنطقة نفسها».وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس من جهته لفرانس برس إن 28 قتيلا نقلوا صباح اليوم «إلى المستشفى إثر القصف الإسرائيلي على عدد من المنازل في منطقتي المنارة وقيزان النجار» بخان يونس.وذكر شهود أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ ست غارات جوية صباح الجمعة على خان يونس.وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتنفّذ عملية في شمال القطاع منذ عشرين يوما.